بين معشر الجن ولدت، قبيلتي لا تتبع أي دين ، جل أفرادها يعملون كمساعدين للدجالين والمشعوذين مقابل بضع قرابين من الذبائح والفضة والذهب، لذلك لم يخالجني أي حب تجاه عالمنا، هذا العالم الخالي من أي عاطفة، لا دور له سوى إيذاء بني البشر، فكم من أسرة تحطمت بسبب أفراد قبيلتي، وكم من شابة ضاع مستقبلها بسبب نزوات أحدهم...
لا شيء يغريني بالبقاء في عالم الجن، يوما بعد يوم يزداد كرهي لهذا العالم،أصبحت تائها، مشتت الأفكار، فاقدا الرغبة في كل شيء، لذلك قرأت ما تيسر من كتب فلاسفة الجن القدماء وعلمائهم من أجل إيجاد طريقة فعالة للتخلص من هذا الواقع القذر،وجدت ما أبحث عنه في أحد الكتب الممنوعة علينا نحن معشر الجن لفيلسوف من الانس اسمه "نيتشه" . قررت الرحيل إلى عالم البشر، انتحلت الهيئة التي أريدها والتي تعتبر جدابة لفتيات بني الإنس، اتخذت "إرادة القوة" كمبدأ وبلوغ "الانسان الأعلى" كغاية، استسلمت عند أول اختبار عند ملاقاتي لتلك السمراء، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃيتها ﺃﺣﺴﺴﺖُ ﺃﻥّ ﻋﻠﻲّ ﺃﻻ ﺃﺑﻘﻰ ﻭﺣﻴﺪﺍ، كان ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﻠﻢ منذ سنوات العيش ﻣﺜﻞ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ...
أحببتها ؟ اعذروني، بل عشقتها بجنون، كانت هي في كفة والعالم في أخرى، لم أبذل جهدا كبير من أجل لفت انتباهها، أمضيت معها أوقاتا لا تنسى،كانت حلما جميلا بحق.
جاءت اللحظة التي وجب علي إخبارها بحقيقتي، إما أن تقبل بي أو أفقدها إلى الأبد، لم تقبل بي كما كان متوقعا، لم تكن لي منذ البداية، أعلم هذا ولم يعد بوسعي الاستمرار على هكذا حال،ملعونا من عشيرتي لأن الحب في دستورنا جريمة،كان علي الاختيار، إما أن أتزوجها وأختطفها إلى عالمي رغما عنها وإما أن أطرد نهائيا من عالم الجن.لم أستطع إيذاءها فهي أحب إلي من نفسي، الاختلاف بيننا حولنا من حبيبين إلى غريبين، من عاشقين إلى عدوين، للسعادة ضريبة وهاقد دفعتها بطردي من عالم الجن،وإنه ليكفيني وأنا أتألم لفراقها أن أتخد هيئة شخص تعرفه جيدا لأرى ابتسامتها وأسلم عليها وأعلم أنها بخير فأنسى ولو مؤقتا كل الخيبات التي عشتها...
-
Youness Deutscherتريد أن تعرفني ؟ لا أنصحك بفعل ذلك