- "كفى بالموت واعظاً ياعمر" .
(عمر بن الخطاب)
هذه المقولة ترددت منذ 14 قرنا، وهي دلالة أكيدة، بأن ليس هناك افضل وعظاً، من النظر في الجنائز، وزيارة القبور.
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (37) سورة (ق).
•••
ارسال صورة (القبور) و(الجنائز).. هو انتهاج لإسلوب "الصدمة" في الدعوة، بهدف تذكير الناس وتنبيههم، لقصر الدنيا وقرب الحساب، الذي قد نتناساه في ظل مشاغل الدنيا، وزخرفها. ولكن الاكثار منه او تكراره، يفقده اهميته وتأثيره. ويتحول الى عبء على المرسل والمستقبل.
•••
لا شك أن ما أصلح أولنا، كفيل بأن يصلح آخرنا. وافضل منهج بالدعوة، هو منهج رسولنا عليه الصلاة والسلام:-
يوم.. يذكر بالنار وعذابها، ويوم.. يبشر بالجنة ونعيمها.
وخير كتاب، هو القرآن الكريم.
لقد حوى (6236) آيه. جاءت بين ترهيب وترغيب وقصص.
•••
ولا ينسى الداعي إلى سبيل ربه، أن لكل مقام مقال. ولكل نفس خطاب.
وأن الاكثار من الترهيب والتخويف هو "إلحاح"، والألحاح، ممقوت في كل أمر، ولايقود إلى الإقناع المطلوب؛ بل قد يدفع ببعض الشخصيات (حسب أنماط الشخصية)، إلى مقاومة ذلك نفسياً وفكرياً، بالسير في الاتجاه المعاكس. وكُره الداعي ومعاداته. والركون للعناد. وهنا كأن ذلك الداعي للخير، يدفع الذي أمامه للشيطان دفعا.
قال تعالى:-
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين)َ (125) سورة النحل.
•••
والفائدة في الوعظ، تكمن في الاستجابة.
عَنْ سَهْلِ بن سعدٍ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ: فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم متفقٌ عليهِ.
فرفقا .. بالجماهير.🌹
____________