- حبيبتى أرسل رسالتى هذه و أنا خجول منكى أعلم أننى تسببت فى احزانك و أعلم ايضاً بأنه لا يحق لى الكلام أو حتى أرسال الرسايل ولكن فلتكن هذه أخر رسائلى إليك ، عزيزى أعلم بأنك تقرأين رسالتى هذه و يعلو وجهك علامات الدهشه، تُرى لماذا أرسلتها ؟ و ماذا أريد ؟ أعلم جيداً أنه ليس من حقي ولكن لا أود أن أتركك دون أفسر لكى لماذا رحلت و لماذا تجاهلت رسائلك و لماذا أخترت الرحيل ؟ نعم أخترت الرحيل و أنتى يا حبيبتى أبعد الناس عنه و أنتى أقلهم من يستحقه ، نعم أنتى تستحقى فقط السعاده ، تستحقى رجل لا يرى ولا يسمع ولا يشعر إلا بكِ ، عندما تعرفت عليكى كنت أظن بأنكى تشبهى جميع البنات تلك اللواتى لا يأخذون الحياه بمحمل الجد ، تلك اللواتى فارغون من داخلهم ، تلك التائهون فى الحياه و الذين لا يهتمون سوا بزينتهم أو ملبسهم ، وجدتك يا صغيره مختلفه كثيراً عنهم أنكى لا تشبيههم و لا حتى تشبيهينى أنكى جميله جدا من داخلك طفله صغيره تنظر الى الحياه بعيون بريئه لا تعلم أى شئ عن وحشيه الحياه الخارجيه ، أحببت تلك البرائه و تلك الطفوله التى جعلتنى أشعر ولأول مره بأنكِ مسئوله منى شعرت دائماً نحوك بالمسئوليه و الحب و لكننى يا صغيرتى أسوأ مما تتوقعى أننى أنسان لم أرى من الحياه سوا سيئها فالحياه تركت في جزءً كبيراً من الشر و المكر و الدهاء كنت ممتناً جداً لذلك لأننى بذلك أستطعت أن أوجهه الحياه بمرها و حلوها فالحياه يا جميله لا تشبه تلك الحياه التى تعيشيها بداخلك أنها غابه كبيره يأكل فيها القوى الضعيف و كان يجب على أن أكون من أقويائها ، أنه لم يكن أختيارى أنه ما كبرت عليه وما تعلمته عندما كنت طفل صغير فأننى منذ أن وعيت على الحياه و أنا بلا أب نعم رحل أبى عنا و تركنا فى غابه الحياه كان يجب أن أكون من أقويائها و أصبحت كذلك ، كنت أشعر بالفرح و السعاده عندما أزداد قوه و عنفوان حتى قابلتك ، حتى وقعت عينى عليكى ذلك اليوم ، كنت تقرأين كتابك المفضل فى النادى و قد علمت من ملامح وجهك أنك متعاطفه جداً مع البطله ، كنتى جميله بشكل لا يصدق فسرحت بكى أنكى تشبهين الملاك ، أقتربت منكِ و عرضت عليكى أن أجلس معكى على نفس الطاوله وافقتى و أنتى يعلو وجهك علامات الاستغراب و الدهشه ، ثوانى و أعلنتى رحيلك ، و ظللت أنا سارحاً فى أفكارى ، كيف أصل أليكى ، و كيف أتحدث معكى ؟ مازالت أتذكر هذا اليوم و مازالت أستعيد هذا اليوم بتفاصيله فى نهايه كل يوم أنه يومى المميز لاننى يومها تعرفت عليكى فأننى حقاً ممتناً جداً للأيام فأنها و لأول مره تجعلنى سعيد ، بعدها فعلت المستحيل حتى تقبلين أن أتحدث معكى ، حتى أستسلتمى يا جميله و أحببتينى نعم أعلم أنك تعلقتى بى ولا تتسائلى كيف علمت برغم من أنكى لم تقولى أى شئ من هذا ، برغم من قله كلامك و صمتك ، فأننى يا صغيره تعلمت أن أقرأ الناس جيداً حتى فى صمتهم ، و لكن يا صغيره أننى أسوأ مما تتخيلى أننى لا أحب سوى نفسى ، أننى لا أستحقك أعلم ذلك جيداً لذلك رحلت حتى لا أرى فى عينك يوماً ما شيئاً من الحزن أو لمحه من الندم على حبك لى ، ذهبت و أنا أعلم جيداً أننى ولأول مره أنا الخاسر و أنا النادم ، حبيبتى فلتغفرى ذهابى بلا عوده .