قيل ما أسوء النرجسي ..وقلت ما أجمل ان يمر بحياتك..
جميله هي الحياة حين يمر بها شخص نرجسي. ليس لأنه يدمرها، بل لأنه يعلمك كيف تفهم نفسك وتفهم الغير. يعلمك كيف تصبح أقوى مما كنت عليه من قبل. يعلمك أن لا شيء يدوم في الحياة كما كان وإن كنت أنت. لأنك ستبدأ بالتغيير الكبير.
لأنه حين يمر بحياتك نرجسي تتغير شخصيتك نفسيتك حياتك ككل. ونظرتك للحياة وللناس الأسوياء وللمرضى النفسيين.
سئلت يوما حكيمة، لماذا تحبين النرجسيين؟ فقالت :
النرجسي علمني الصبر عند الأذى والصبر باب من أبواب الجنة ،وقد صبرت عليه.
وعلمني العفو عند المقدرة، فعفوت عنه حين رأيت مصابه، و نظفت قلبي وروحي من الحقد وغيره.
علمني معنى الحب الذي لا يستطيع تقديمه. فأحببته وقدمته له وقد كان به سعيدا.
علمني الاحتواء وقد كان لا يجيده، لكنه يحتاجه وياخذه دون اذن ممن حوله ..فاحتويته وبدأت اتعلم احتواء نفسي معه..
علمني أن للصدق حدود وللكذب أيضا حدود فلزمت حدودي.. وعرفت صدقه من كذبه في كلامه..
علمني أن أحب نفسي بتوازن دون غرور،فاحببتها وأحببت غيري معها.
لقد تعلمت من شره كيف أميز بين الشر والخير .وتعلمت احترام الضعيف اذا حل وارتحل.
لقد علمني ما يجب أن يكون. وهو ما يملك نقيضه. لهذا أحببته وادعو له بالشفاء والخير. فاحيانا نتعلم من النقيض مالا نتعلمه من الكلام المباشر.
ويبقى النرجسي انسان خلقه الله واوجده في حياة كل من مر بحياتهم لحكمة عنده تعالى. من اجل أن يعلمهم شيئا يفقدونه أو من أجل تعليم النرجسي لشيء يفقده ويريد الله أن يتعلمه على يديك.
لهذا كن شاكرا لله لأنه مر بحياتك نرجسي..مهما كان الألم لأنه اكيد علمك اشياء كثيرة في الحياة.
-
عائشة الحسينصديقة الكتاب والقلم..