يعتنق الهدوء ذلك الليل الهادئ كعادته في كل يوم ، وتنتهي اعماله في وقتها كأي يوم من أيام العمر ، يرتب كل شيء للغد كما هو المعتاد والامل بالحياة ، وتطفئ الانوار ، وتغلق الأبواب ، ويذهب كل فردٍ الى فراشه كي يرتاح كما كل ليلة معتادة .
بدأت أصوات غريبة تحلق في السماء في 12 مساءً من منتصف الليل ، عدت للنوم ظناً مني أنها كأي أصوات وأنا من يخيل لي ذلك .
استيغظتُ عند 1:45 منتصف الليل لأرى ما يجري فلربما كان هناك شيئا قريبا منا ، فخطوت خطواتي الى نافذة المجلس لأرى شيئا غريبا يشعل المدينة بأضواءٍ صغيرة تصعد الى فوق فتختفي ، لم أكن اعلم في البداية ماهيتها حتى علمت بعدها أنها "مضادات: تستخدم في الحرب وتستهدف الطائرات " ، ولبرهة سمعت صوتٍ كما الانفجار ، توسط تحليق طائرة تلحق بها تلك الأضواء الصغيرة ، فهرعت الى خارج المجلس لأرى اخي محاولٍ طمأنتي أنها عادتهم وليس هناك أي شيء .
فصمت !. متجهين معا نحو التلفاز لنرى ما الامر ، لم نكن نتوقع سماع أي شيئاً سوى انه انفجار وذهب بضحايا ولن يعود كعادته الا لفترة وفي أماكن مختلفة .
في الخبر العاجل رأينا "عاصفة الحزم " باسمها و مصدرها تطمأنتُ قليلا ، لم أكن أدري ما معناها حتى، ولما هي وما أسبابها ،سوى ان بلادي لمدة سنوات ليست قلة تعيش عدم استقرار، وربما هذا الرادع للاستقرار ،لم يكن يهمنا أمر سوى اننا نرى ما الشيء الذي سمعناه ، وما لبثنا الا قليلا حتى سمعنا غيره وغيره .....
في تلك الليلة وما خططت له لليوم التالي كعادتي تغير كل شيء ، محت تلك الليلة أشياء كثيرة لم تعد حتى اللحظة ، أيا يكن الامر فلقد بدأت تلك اللية ولم تنتهي حتى الآن ، طالت كثيرا ، وما استطعت أن اعرف متى فجرها كي انتظره ولا انام ، كلما حاولت ان ابقى مستيغضة لربما يفوتني فجرها فلا أشهده معها ، الا ان ساعاتها طويلة لم تنتهي بعد ، وكلما كان هناك دليلٌ لقرب فجرها المنتظر ما يلبث إلا أن يعيد تلك الليلة من بدايتها ، ويزيد من ظلمتها .!!
ومـــازلت بانتظار الفجر .......
-
hifa ahmedأنا فتحة عند الرخاء ،و ضمة عند الغضب ، وكسرة عند الشعور بالخطر .