حين تخلت عنه أخبرها بأنها امرأة مادية و أن كل مايهمها هو المال في هذه الحياة، ظلت هذه الكلمات ترن في أذنيها كأغنية مادونا (فتاة مادية) وهي تترك الزقاق الضيق نحو الشارع الكبير، إذا كان ذلك يعني أن يعيد رضيعها الذي توفي أمام بوابة المستشفى بسبب عدم آداءها واجب الصندوق، فهي حتما امرأة مادية، وإذا كان يعني ذلك أن يرسم البسمة على وجه ابنتها الصغيرة حين حصولها على لعبة جميلة أيام عاشوراء فهي سعيدة بأن تكون امرأة مادية، و إن كان يعني أن تحصل على أبسط وسائل العيش لأوﻻدها فهي تفخر بأن تكون امرأة مادية، لقد ارتكبت خطأ جسيما عندما تزوجت أول مرة من إنسان لم يكن لديه رغبة أو طموح في أن يوفر لها و لأوﻻدهما أبسط الحاجيات وﻻ أن يتحمل مسؤولية أسرة، ولن تعيد الكرة مع شخص آخر يعيش في عالم من اﻷحلام الوردية و المشاعر المستهلكة، لقد تعلمت الدرس باكرا و بأقصى الطرق، كان يجب أن تفقد ابنها الصغير لتعرف أنه في هذه الدنيا لم تعد المشاعر الإنسانية تعني شيئا أمام وحش اسمه المال.