أيام ثقال ... ولكنها تمر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أيام ثقال ... ولكنها تمر

أوقات يصعب تجاوزها ولكنها تمر بلطف الله

  نشر في 08 شتنبر 2022 .

الأيام كثيرة فيها أيام سريعة وخفيفة ومليئة بالسعادة والحب والراحة والأمل والرضا وفيها أيام عادية ، وأخرى مضنية ومتعبة وثقيلة جدا يملؤها الاكتئاب او ربما الملل وعدم الراحة ، يمكن وصفها بأنها أوقات يصعب تجاوزها ولكنها تمر .

أحيانا أشعر وكأن شيئا ثقيلا يجثم على صدري حد الاختناق ، وأحيان أخرى أشعر و كأني أعاني كسورا في عظام القفص الصدري مؤلمة جدا ، أجد ألمها في روحي ،ولا أجدني إلا شخصا يريد العبور الى النهاية فحسب ليس شيئا آخر أريد الخلاص من كل شيء حولي فقط .

كيف لهذه الفترة أن تمر بلا كوارث نفسية ومعاناة شديدة الاثر ! هذا ما يشغل بالي ، كيف لأيامنا الصعبة أن تمر بطريقة ألطف وأهون ، كيف لنا ألا نفقد أملنا وألا نفقد ذاتنا شيئا فشيئا ...

أعتقد أنها لا تمر إلا بلطف الله و لكننا نستطيع تقبل ما يحدث كيلا نصاب بالحزن الشديد الذي يقود الى أماكن معتمة جدا لا يمكن للمرء الرجوع منها بسهولة ولربما لا يعود أصلا وان عاد فيعود مهزوما بائسا .

فنحن حين نشعر بالكآبة و اليأس والحزن ، لا نستطيع التفكير بوضوح اطلاقا - فهذه المشاعر قاسية جدا- فنصبح بحاجة ماسة لرؤية شخص مختص – وليكن طبيبا مثلا - ليوضح لنا ما يحدث أصلا هو الذي يستطيع فهم ما نعانيه ونقاسيه في هذه المرحلة ، فهو يستطيع فهم سلوكنا وما ان كنا بحاجة الى جلسات علاجية ام لا ...

تمنيت أن تمر الاوقات الصعبة دوما ، دون أن أفقد شيئا من روحي ،و لكني في كل مرة كنت أفقد جزءا ما بتكرار الصعوبات والمعاناة كنت أحس بفراغ يكبر في داخلي ،الى أن استشعرت حب الله ولطفه البالغ معي ـ احاطته لي – يعطيني ويمنع عني ، يعيد ترتيبي و يصعب علي امورا ويهون أخرى ، ابتعدت عن مقارنة نفسي واوضاعي بمن هم حولي ، شعرت أن الله يعلمني الوقوف والصمود شيئا فشيئا ورأيته يشد عضدي لأصمد أكثر وأنتبه لحكمته في كل عسر أمر به ، فأخرج في كل مرة من المحنة بمنحة مختلفة عن سابقتها فتتوسع مجالات الادراك لتستوعب هذا اللطف الخفي وترضى أكثر وتطمئن .....

كل محنة هي منحة فعلا ، أمعن النظر في كل مشكلة تقع فيها وسترى ألطاف الله تحيطك من كل جانب ، كوارث كثيرة مؤلمة ، تستنزفك وترهق عقلك وقلبك وجوارحك ، لكنك تتخطاها بلطف من الله .

ما نعانيه في حياتنا ، ليس سهلا ، لكني لا أريد أن نفقد مع هذه الاوقات العصيبة جمال أرواحنا و صدق احساسنا و الرضا الكامن في قلوبنا ، أتساءل دوما لماذا يضعنا الله في هذه المواقف ؟ أو لماذا يجعلنا نعيش هذه المعاناة ؟ ، لست أعلم سببا مباشرا لذلك ولا أملك إجابة لهذا السؤال ، ولكني أعلم جيدا أن الله يحبنا جميعا و أقداره سارية فينا ...

وعلينا أن نرضى بما كتبه علينا ، خلقنا الله بأقدار مختلفة ورسم لنا الطريق اليه فإن اخترنا هذا الطريق هان علينا الوصول اليه وان كانت كل الاوقات عصيبة وان كانت المعاناة رفيقة لنا في هذا الدرب .. فالرضا يخفف هذا العبء الثقيل ، ارض بما قسمه الله لك وسيرضيك به ولا تقارن حياتك بغيرك أبدا ، أنت تختلف عن الجميع – كل منا مختلف بطريقة ما – نصيبك في هذه الحياة مختلف عن غيرك وما تعتبره معاناتك هو رفاهية لغيرك ، انظر لمن هم حولك ومن هم دونك في هذه الحياة لربما هم يستحقون حياة افضل ، ولكن الرضا هو الحل ..... إعلم ذلك جيدا .



   نشر في 08 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا