التحيز الأعمى
التحيز للرأي
نشر في 30 مارس 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
النفس البشرية هى أكثر الأشياء التى خلقها الله تعالى تعقيدًا، وأكبر خبراء النفس البشرية والطب النفسى احتاروا فيها، حتى بعض البشر العاديين منا أحيانًا لا يفهم نفسه جيدًا بل وكثيرًا من الناس مرضى نفسيين والقليل من يعرف ذلك.
ومن أمراض النفس البشرية هو التشبث بالرأى مهما كان خطأ، ومن الممكن أن يكون الشخص معترف داخليًا بأنه على خطأ ولكن لا يستطيع أن يظهر ذلك أمام الناس.
ورحم الله الأمام الشافعي عندما قال رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب
فمن يفعل ذلك من الناس فى هذه الأيام، بعض الناس تأخذه العزة بالإثم ويجادل وهو يعلم أنه مخطئ، ومع ذلك الغرور النفسى والحاجة إلى عدم الظهور بشكل غير لائق تدفعه إلى الاستمرار بالدفاع عن رأيه والمجادلة فى الباطل.
فما بالك إذا كان موضوع الجدال أمر دينى بحت مٌنزل به قرآن أو حديث شريف فى هذا المقام، لا يصبح اختلاف أبدًا؛ لأنه أصبح الأمر مصدق من عند الله، وفى هذه الحالة يجب على الإنسان أن يسلم الأمر لله ولا يجادل.
ويقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا ) رواه أبو داود وحسنه الألباني
ويا أخى ألا تعلم أن من قال ( لا أعلم ) فقد أفتى، دع عنك كل هذا الكبر الداخلى والجدال الباطل، واترك الأمر برمته خاصة إذا اشتد الأمر وأصبحت خسائره أكبر، إذا شعرت بأنك تفقد صديق مقرب إليك من خلال حوار صار الجدل طبعه وسمته الأساسية.
واذا اضطررت إلى الجدال فعليك بصدق الحديث والبينة من الكتاب والسنة ودع هوى النفس؛ فإنها تأخذك إلى طريق خطأ وأنت الخاسر الأول فيه.
وعليك بخفض الصوت والاستماع إلى الطرف الآخر، واجعل نيتك هو ظهور الحق، لا تجعل نيتك هو انتصارك على خصمك الذى أمامك.
ولن تكون على حق إلا إذا ارتقيت بنفسك فتغيرها وتسمو بها فوق أحقادها وهواها، وكما قال الشاعر
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
فاعلم يا أخى أن كل كلمة تتلفظ بها فأنت محاسب عليها، فاحذر الخروج عن النص والتطرف فى الكلام إلى ما يغضب رب الأرض والسماء، واعلم أن رأيك لن ينفعك يوم القيامة إذا كان فى معصية الله.
وأخيرًا حاول أن تكون كل كلمة تتلفظ بها لله وابتغاء وجه الله... رزقنى الله وإياكم صدق الحديث.
مؤمن محمد صلاح
https://www.facebook.com/pro.momenms