الحجاج في ازدياد
ما هو الحل الأنسب لتفادي الـمخاطر الغير متوقعة مع العلم أن الحجاج في ازدياد ؟
نشر في 26 شتنبر 2015 .
أخبار وآراء، إنتقادات وتعازي، رسائل وصور تثير الشفقة والعاطفة حول حادثة التدافع في منى وغيرها مما سبق والتي أسأل الله أن يرحمهم ويكون في عون ذويهم ... فما هو الحل الأنسب لتفادي المخاطر الغير متوقعة مع العلم أن الحجاج في ازدياد ؟
بإعتقادي أن أفضل من تسأل هم أصحاب الشأن، فأهل مكة أدرى بشعابها وأعلم منا بحلولها.
لا أحد منا ينكر حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المملكة، والجهود المبذولة، والأموال الطائلة المصروفة، ومن جهة أخرى مهما قامت المملكة مشكورة ومأجورة على البناء والتوسعة، وتحسين الخدمات والتطوير، وضخ كل سبل الراحة في خدمة ضيوف بيت الله والحرمين الشريفين، إلا أنه يصعب عليها أن تسيطر على ملايين الحجاج من مختلف الجنسيات والثقافات، وأن تقلل المخاطر المتعلقة بهم، وبالمقابل ليس من العدل أن نلوم أو ننتقص من الجهات المسؤولة، فنحن لا نتوقع أو نشك في تقصير أحد ولكن "قدر الله وما شاء فعل".
في الحقيقة، تَجَمُّع البشر في بقعة واحدة سنويا لساعات تعبدية محددة أصبحت لا تتسع لأعدادهم التي هي في ازدياد مع كل موسم حج، وليس ممكنا توعية هذا الكم الهائل الذي يقدر بمليونين وأكثر من حاج، أو التحكم بتصرفاتهم وردود أفعالهم أمام الحالات الطارئة كالتدافع والإزدحام الشديد، والحريق، وغيرها من الكوارث.
إذا ما هو الحل الأنسب ؟؟ ...
من منطلق أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المعروفة في حرمة دم المسلم، أُرجِّح الحل الذي يوصي بالتحكم في أعداد الحجاج وتقليلها بقدر المستطاع إن أمكن، وبنسب معقولة لكل دولة مع مراعاة الأولوية لمن لم يحج.
السبب كما هو واضح ... أن الظروف المستقبلية تقتضي ذلك، فمناسك الحج معينة ومساحتها محددة كحدود عرفة ومنى، ولا أعلم مدى مشروعية توسعتها كما هو الحاصل في المسعى.
مع العلم أن التحكم في أعداد الحجاج سهل إنجازه في فترة قصيرة، وكذلك يمكن قياسه اقتصاديا وأمنيا، فهو أقل تكلفة، ونسبة الأمان تزداد كلما انخفضت أعداد الحجاج، والمخاطر تقل كلما أحكمت السيطرة على النسب الأقل.
وفي الختام وبعد هذا المقال المتواضع، هل نتوقع انخفاض أعداد الحجاج أم العدد في ازدياد ؟ ... وعلى كل حال الحمدلله، وشكرا المملكة.
-
FAISAL ALMULLAمهتم في الاقتصاد ومحب للتفكير الناقد والإدارة