وقفتُ ذات مرةٍ على هاويةِ جبلٍ وتسائلتُ عن مدى رؤية ما بعده فلم أجد سوا بضعةُ غيومٍ تحمل بين ثناياها تلك القطرات ثم قليلاً إلى الأسفل بعض الشجيرات التي تحارب ضجيج الرياح ، لم أرى أكثر من ذلك فتيقنتُ أن الحياة هكذا مهما حاولنا النظر بعيدًا لن نجد أكثر من الشيء المنطقي الموجود حتى الذاكرة لن تسعفنا في ذلك ، لذا لا نحزن على ماضٍ لن يعود ولا على مُستقبلٍ لا نعرفُ خفاياه ، نحاول فقط أن نستمتع بما نراهُ فنُعطـي أملاً كالغيوم ونواجه تعثرات الحياة بصدرٍ رحب لعلّ القادم يكون أجمل من تخيلُاتنا .
وها أنا من جديد أنظر للغيوم وأغني للنجوم وأغمز للكواكب أما عن ذلك القمر البدرُ الجميل فهو نورٌ على نورٌ يفتح ُ نافذة اليأسِ بشيئٍ من الأمل ، وما زلت أهمسُ للطيور كل صباحٍ بأن ما عشناهُ في هذه السنه ما هو إلى ورق خريفٍ سقط وإنتهينا بهِ في ذاكرة التاريخ معلنين ربيعاً أجمل.
وكما قالت فيروز " إيه في أمل.. أوقات بيطلع من ملل.. "
~ ٢٠٢٠ ~ ألف حكايةٍ تروى ✨
-
هَنادْيتائهَ في الطريق