الرزق نوعان الأول تسعى إليه وثاني يسعى إليك وربما سعيك لما تريد قد يستغرق منك سنوات تشيخ فيها روحك وتهلك من الإنتظار فكانت تسعى للحصول على رفيق من نوع آخر ..رفيق تتشارك معه ألم المخاض و الولادة و تحصل عليه كمعجزة طال إنتظارها فهي من تعزف على وتر الأمنيات بعشم وإيجابية لعل الله يرزقها إياه ..الكل ينظر لها برأفة و البعض يحاول خلق أنصاف الحلول ككفالة يتيم فربما لن يستوعبوا تجربتها فهي تعيش منتظرة من ينصفها كأم وقبل كل شىء كأنثى ، تحاول جاهدة أن تعتزل كلامهم فلا هي تملك إيمان الأنبياء ولا يقين الإجابة كل ما تفعله هو أن تخاطبه ليلا وفي كل وقت فرغم تأخر الإجابة قالت مبتسمة :
أغار من كل أم فلا غيَّب الله الراحة عن صدورهن ..أعشق كوني أنثى و أجاهد للحصول عليه لأكون أم فلا رغبة لي بحب سواه ، فأحيانا يكون أكبر إنجازاتك أنك شخص صبور .
فأكملت قائلة :
فهي بإذن الله وليس بإذن البشر ولكن لي هفوات ونصيب من التمرد على قضائه فسنوات إنتظاري طويلة تكادُ تكون عمرا لصبي تعلم الكتابة و القراءة ، أحيانا أكلمه رغم الغياب فهو دعوتي الثابتة وفكرتي الدائمة وأملي في هذه الحياة فلا أحد غير الله يفي بالوعود ..سأجاهد للحصول عليه .
كانت هذه آخر كلماتها معي قبل سنوات وقبل أسبوع وجدت رسالة منها تقول :( الأصدقاء وطن ، إن غابو عنا شعرنا بالغربة ) فكانت متغيرة ..إمرأة متوازنة وثابتة فنديتها بإسمها فقالت بل أم يوسف !
وجدت على وجهها علامة رضا و راحة فقالت لي : فإستجبنا له ثم تبسمت !
كانت من أجمل المفاجآت ذاك الأسبوع فرأيت يوسف ووجدته يحمل في ملامحه الكثير منها كعوض يجبرها بعد صبر طويل فلا أنسى كيف كانت تحمله وتلاعبه ثم نظرت إليه وقالت : من أرادنا فليجاهد !
فتذكرت عبارة الله هو السند الدائم .
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك