عادَ كما غابْ، بلا إذنِ و لا ميعاد. تركَ فيها الشوقَ الغاضبِ كرملِ الصحراءِ في العاصفةِ الهوجاء. و كما غابَ جاء، يسألُ الشجَر الذي جفَ منه النبضُ ، و اختفتْ من ملامحهِ الألوانَ، يسألهُ الصفح َو الغفرانَ … و أنَ الوقتَ قد حانَ للوصلِ و الرقصِ و الحياةِ من جديد.
و كما ضنَ جاد. قصفَ و رعدَ .. فهطلَ و هطلَ .. و تذللَ وعانقَ الرملَ و قَبَّلَ ثرى الأرضِ و تلاشى في ثناياها .. رويدأ .. رويدا و رفقاً …رفقا. و كما قطعَ وصل، و الى جذورها الجافةِ انسابَ فيها من الوريدِ للوريد، و في قلبها أنارَ جذوةَ الحياةِ ، فاخضرتْ بعد ذبولٍ و أفاقت بعد صمتٍ و حزنٍ .أفاقت على نشوةِ الحياة.
و كما عادَ غاب. تركها بين الفرحِ و الذهول.. تركها تقرأُ الحروفَ المبعثرةِ على الشجرِ الذي اخضر، و الورقِ الذي أينع. تحاولُ فكَ طلاسمَ رسائلهِ الغامضةِ التي ليسَ فيها وعدٌ يقطعهُ بالعودِ، و لا شوقٌ ينكرهُ بالحنين, تركها مع اليقينِ بأنه كلما … غابَ عادَ بلا إذنٍ و لا ميعاد.
-
راوية واديكاتبة و رسامة فلسطينية .مدونتها الخاصة علي الإنترنت Rawyaart : (https://rawyaart.com) متفرغة للكتابة و الرسم في الوقت الحالي.