صلاة غائب عن صلاة عاطل في صلاة الجمعة... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صلاة غائب عن صلاة عاطل في صلاة الجمعة...

خاطرة

  نشر في 24 أبريل 2015 .

صلاة غائب عن صلاة عاطل في صلاة الجمعة...

طويت خيبتي في دولاب الزمن. لملمت حواسي من صندوق عطور التفاؤل الجديد. تطلعت في المرآة المنشطرة إلى قسمين... رأيت روحا وعقلا نفشتهم كشعري المنكوش... تذكرت عاصفة الحزم وفاجعة طانطان. خلـُصت بأن الحياة قصيرة... والعين بصيرة...

قررت الذهاب إلى حمام السيد الوزير وأغتسل من جنابة العطالة. حزمت حقائب الشواهد والخبرات. وضعت خطط الإستغوار والتنقيب. فكرت في مكس ضرائب المصادقة على سيرة وشهادة حياتي، داخل قلاع حصون مقاطعات القياد... تمهلت قليلا.. لأعيد طنين دراهمي... ففي حركتهم بركة...

اليوم يوم جمعة. يوم عيد من أيام الله. نصف سكان المدينة يذهبون فرادى وزرافات للعبادة.... مع أن العمل عبادة... لا يهم، فالإنصات لخطبة عصماء والدعاء لولي الأمر والسجود فرض. أما العمل فهو سنة غير مؤكدة... بدليل أئمة المساجد... فهمْ يتقاضون أجورا مقابل تركيع وسجود الناس...

أريد أن أكون سعيدا، كاليمن السعيد... آه ... تذكرت وخزه، نهره ،ضربه وحرقه... لأنه خرج من صف القطيع. السيد الراعي لا يريد ذلك... لذا قررت التيه والسرح وسط القطيع. أحلام سني وحساب القبر وولي الأمر لن ترحمني حتى بعد دفني...

ارتأيت الذهاب للصلاة، التي هي كتاب موقوت. لأحمدَ الله وأشكره على نعمة عطالتي، وخيبة قدري المكتوب سلفا... ربما أخطأ أحد ملائكته المساعدين في تقرير مصيري...

روحي صممتْ على الصلاة والدعاء، بعد ذلك تـُسلمُ المشعل لعقلي الحرّون، ليذهب عند الطالب الوزير في العلاقات مع الوزيرة العميدة في البحث العلمي، ثم أفترش شواهدي ومؤهلاتي العقلية وخبرتي الجسمانية الجياشة على فراش السيد الوزير المتهم بأريج المدام في مكتب الثروات الباطنية... فخزائن الله مدفونة تحت التراب... وأنا أدوسها بكل وقاحة ودون بسملة وحمدلة...

حوقلت مع نزر من الحواريين المريدين، رائحتهم تفوح مسكا صعيدا طيبا، على حصير في الشارع العام. جنب مسجد بني بأموال زكاة لا تصلح إلا لدور العبادة... أما المرض والجهل هما بلاء مسلط من عند الله على المؤمن الفقير المعتمد على الله... والأموال المشبوهة المستعان بها، لا تصلح لرد قضاء وقدر الله... والكنز مهماز للكي في الدار الأخرى، ولهذا وجب إنفاقها والتمتع بها من لدن المؤلفة قلوبهم والساهرين عليها...

في جوف صحراء الخشوع والتأمل. عجبٌ عـُجاب. اشتد ظمأي ولا ماء إلا غرقي في سكون خلوتي... رغم بحر ضجيج الباعة وحراس أحذية المصلين، على أنغام توسّلات أصحاب الفاقة والحاجة من حجيج معطوبي وكهول الأمة الثكلى...

همّتْ على وجهي الشمس قضبان نحاس حامية تصلني. هذيتُ بكلام صعب. ذكرني به عقلٌ صحا من كثرة الضغط. وللضغط طنجرة. رأسي أضحى مرجلا... هتفت ملئ فمي، رافعا يدي إلى كبد السماء، بعينين لامعتين تعـُدّان غيوما بيضاء تهرول خوفا من كثرة الأدعية المتسابقة لعرش الأكوان:

يا رب الألباب، لمَ بسطت الأرض ولم تكورها، وخلقت الكون في ستة أيام، وليس برمشة عين؟... ما ربحكَ والغاية من تعذيبي بسوء الطالع وبالقبح المقيم والعقم المسلط على الأماني؟... أملي ورجائي في الموت النافذ الكبير... لكن ما بين دفني وبعثي، وما بين حشري وحسابي، كم من دهور وأحقاب سحيقة تمر عليّ وأنا أنتظر؟... نصيبي من أرزاقك التي لا تعد ولا تحصى؟...

إذ بصوت عقلي يجيبني أيها العاطل أنصحك بأن تحصي حبات التراب في انتظار بُراق ينطح السحاب ويطوي الهواء كشيخنا الصمدي الطنجي... انتظر عاصفة الحزم وفاجعة طانطان تنهال عليك وعلى بني جلدتك... فالمؤمن مصاب وشر البلاء الجوع... فالجوع كفر... والكفر فتنة... والفتنة أشد من القتل... والقتل واجب على المرتد... والمرتد هو من يخالف رأي ولي الأمر...

سعيد تيركيت

الخميسات - المغرب - 24 / 04 / 2015  



   نشر في 24 أبريل 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا