فوق سرير بارد أمضى ليلته الأولى يتعرف على عالم جديد أدخل بين سراديبه عنوة و دون سابق إنذار. فقد كان مشغولا لدرجة أنه لم يفكر أن ما قام به قد يبعثه إلى هذا المكان الموحش ، كان همه الوحيد و الأوحد أن يعيش الكل بسلام و بمستوى يليق بالانسانية و لاسيما بنو جلدته الذين هم نفسهم من خانوه و باعوا قضيته ، لم يستغرب لذلك كثيرا لأنه قرأ في أحد الأيام بعد القبض على جيفارا بمخبأه الاخير بوشاية من راعي غنم , سأل قائد الضباط الراعي الفقير :
لماذا وشيت على رجل قضى حياته في الدفاع عنكم و عن حقوقكم ؟
اجاب الراعي : كانت حروبه مع الجنود تروع اغنامي
و أين هو من تشي الذي ثار على الكل حتى يضمن حقوق أمثال ذلك الراعي.
بين جدران لا يعرفها و لا تعرفه يبتلع واقعه المر و في قلبه غصة أنه ضحى من أجل أناس لا يستحقون، لكن ما يهون عليه أنه صار بطلا أمام نفسه قبل أي أحد ففي كثير من الأحيان خاف أن يتخلى عن مبادئه من أجل الحرية و ما الحرية إلا مفهوم نسبي كباقي المفاهيم فقد يشعر المرء بنفسه حرا طليقا و إن كان خلف القضبان .. تأمل هذه الحجرة رغم الظلام الدامس و وشوش بصوت لا يبين يبدو أننا سنصبح أصدقاء إلى حين تنفيذ الإعدام
-
نهيلة فاضليسكنني شغف القراءة ليتحول إلى إدمان كتابة ، أعشق الحرف و أهيم بالحبر