شروط إستقالة شاعر عربي
قصيدة
نشر في 21 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يا إدلبُ الخضراء..
ما قيمةُ الحروفِ إن لم تَثُر
كما يثورُ البحرُ والبركانْ ؟
ما طعمةُ الحروفِ والشِعرِ والشعراءْ
إن لم يثورُ ثورةً تُغيّر الإنسانْ
والنُطقَ والكلامَ..
وخريطةَ النُفوذِ وخريطةَ الأحلامْ
وتهدّمُ الطُغيانْ
ما قيمةُ الشعراءْ؟ ..
إن لم يكونوا خنجراً ملتهباً..
في رقبةٍ الخِذلانْ
أو منارةً كبيرةً..
تقودُ كلَّ شعبٍ تائهٍ إلى الأمانْ
الشِعرُ دوماً غاضبٌ.. وثائرٌ..
ما دامَ في البلادِ مَن يسوسوها
بالنارِ والغليانْ
ثورتهُ تغيّرُ الأحوال..
وتثقبُ الجُدرانْ
وتدخلُ في خفةٍ أنيقةٍ لداخلِ الوجدانْ..
كالنورِ في بدايةِ الصباح..
كالنورِ في الإنجيلِ والقرآنْ
الشِعرُ لا يداهنُ السلطانْ..
ولا ينازعُ السلطانْ
أو يطلبُ الكرسيَ أو يكرهُ الحُكام
إنّما هو مواطنٌ.. يحلمُ أن يعيشَ في سلام..
وأن يكونَ عاشقاً يشتغلُ بالعشقِ والغرام
وينعمَ بالحبِّ.. يريدُ أن يبحرَ في الهُيام
يَخيطُ مِن هُيامهِ ثَوباً مِنَ الكلام
يَلبَسهُ.. يُلبِسهُ..
يُشعِلهُ في ساعةِ الحرمانْ
يُغني للأطفالْ..
ويزرع الآمالَ في طريقهم
ويصنعُ الأبطالْ..
يكتبُ بالفُصحةِ أشعاراً يفهُمها الرجالْ
يغازلُ النساءَ.. تحبّهُ النساء
ما أجملَ أن أكونَ شاعراً تحبّهُ النساء..
مُشتغلاً بهنَّ في الصباحِ والمساء..
يُعطّرُ الحروفَ وصفهنّ، يرطِّبُ الأجواء
والسياسةُ يا سيدي السلطان، أتركُها لكم..
وقصائدي الثورية، أخلعُها أمامكم
لكن تعهدوا أن تسمحوا للشعبِ..
أن يحيا في كرامةٍ.. أن يحيا كالإنسانْ
فهذهِ شروطُ إستقالةِ الشعراء..
من عالمِ السياسيةِ، من عالمِ الظَلام
-
بشر شبيب (bshr shpeeb)صحافي يبحث عن الحقيقة.. وشاعر يحدِّث عنها