ليلة فراقنا الثالثة
كلي إلي كلك مشتاق
نشر في 19 ماي 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أكتب إليك في الليلة الثالثة من فراقنا ... في الواقع لا أدري أهي الثالثة أم الثلاثمائة ، ولكن في كل الأحوال أُصيب قلبي بشيخوخة مبكرة و بكت عيوني دماً و احترق كل ما بداخلي أثناء هذه الليالي و رغم ذلك ما زالت نار الشوق إليك وقّادة تأكل قلبي حنيناً إليك .
دعني اعترف أنني قد مِلت إليك كعادتي و لكني سرعان ما اعتدلت و هذا انجاز يُحسد قلبي عليه ،تعلم جيداً أني كثيراً مِلت و خُذلت ، أما هذه المرة فقد فاض بي قلبي خذلاناً و لم يعد هناك متسع لجديد .
أرسلت لي ليلة أمس رسالة .. لا أدري أكانت رسالة اعتذار أم بعثتها فقط ليهدأ ضميرك ، غامض كعادتك و عجزت أنا كعادتي عن فك شفرات غموضك .
يحثني قلبي بغير اقتناع أن اعتبرها رسالة ندم عما فعلته بي و به .. و ليرضي قلبي اللعين قمت بارسال رسالة منتظرة بعدها رداً عليها و لكن لم يصلني شيئ و ليس غريبا عليك عزيزي تخييب ظنوني ، لا أدري أأرسلتها فقط ارضاءاً لقلبي وتهدئةً له ، أم اشتياقاً لقراءة حروفك الغامضة مرة أخري و لكن في كل الاحوال النتيجة ستساوي : شوق .
طريقي طويل معك و لا أدري أين نهايته و رغما عني أغامر بالسير معك .. حتي بعد فراقنا ما زالت ذكراتنا تحثني علي السير جوارك و التغاضي عن كل مُر مَر ، لكن أقسم لك أني هذه المرة لا أستطيع ... بداخل قلبي جروحاً تكفي لمائة عام ، تأذيت منك ما يكفي و يزيد و في كل مرة كنت علي استعداد تام للغفران إلا هذه المرة صدقني ... لطالما كنت خائفة عليك من هذه اللحظة .. تلك التي ينتهي فيها رصيدك من غفراني و يكون قرار الفراق هو القرار الوحيد المتاح .
هذه المرة جُرحت كرامتي و نزفت حتي لفظت أنفاسها الأخيرة و ما كان انتظار رسالة منك إلا محاولة لإنعاش كرامتي و محاولة إعادتها للحياة ثانية .
في ليلة فراقنا الثالثة أحببت كتابة هذه الرسالة التي لن ترسل لعلي أُهدّأ بها قلبي قليلاً من نار الشوق التي تكويه ، وبرغم كل جروحي إلا أنني ما زلت لا أستوعب فكرة الرحيل .. رحل معك كل شيئ و جفّت دموعي لتترك قلبي يحترق بغير انطفاء .
أتعلم !!! ... كل عتابي السابق لا يهمني كل ما أريدك أن تعرفه أنني أشتاقك ... أشتاقك كثيراً يا وجع قلبي للحد الذي أحرق أعماقي ، أشتاق ملامحك المشاكسة و محاولاتك المستمرة لإشعال غيرتي ، أشتاق غموضك و عنادك ..... فقط كلي إلي كلك مشتاق 💛
-
Nada Hani Rashadأخشى أن تمر حياتي وأنا أتجاوز فترات مختلفة من الضغط والتعب والتفكير، أخشى أن يمر ربيع شبابي دون أن أقول لنفسي "أخيرًا لقد أنتهى كل شيء" .