أعتقد أن الجميع يريد أن يصل الى المثالية في أمر ما ، فاللاعب يريد أن يصبح لاعبا مثاليا و الرسام يريد أن يصبح رساما مثاليا وهكذا مع بقية الأمور ، لكن ما هي المثالية بالضبط ، وهل حقا تساعد الإنسان في بلوغ الهدف الذي يريده ؟
دعنا نجيب عن السؤال الأول ، ماهي المثالية ؟ المثالية تعني باختصار النزوع إلى الكمال ، فلننتقل للسؤال الثاني هل المثالية تساعد الإنسان في بلوغ الذي يريده ؟ الجواب بالنسبة لي كلا ، بل وفي رأيي المتواضع أنها عامل هادم للإنسان و بالخصوص الأشخاص الطموحة ، لماذا ؟ لأن المثالية مثلما ذكرنا هي النزوع نحو الكمال ، والآن أسألكم هل يستطيع أي إنسان أن يصل الى الكمال ؟! بالتأكيد سيكون الجواب كلا ، لأن الكمال فقط لله سبحانه وتعالى .
المثالية بالنسبة لي هي البعد عن الواقعية وهي سبب مهم لإصابة الإنسان بالإحباط ، سأضرب لكم عدة أمثلة توضح فكرتي ، المثالية تجعل الشخص الطموح في عمله يصاب بالإحباط لأنه لن يصل إلى الكمال في عمله ، المثالية تجعل المتدين و المثقف يتصور أن حالة الوقار هي الحالة الوحيدة التي يجب أن يكون عليها ، المثالية تجعل الشباب المتعلم يشك بالعلم عندما يقرأ في الكتب كلاما لا يراه في الواقع ، المثالية تجعل الآباء يضعون في حسبانهم أن أطفالهم يجب أن يتفوقوا في المدرسة و يجب أن لا يخطؤا أبدا - بالرغم من أن النجاح لن يأتي بدون الخطأ - المثالية تصيب اللاعب المهاجم بالخيبة عندما لا يسجل في مباراة من المباريات ، المثالية باختصار تجعل الناس تلهث ورائها و في النهاية سيفشلوا في الوصول إليها .
لهذا أعتقد أننا يجب أن نزيل المثالية من عقولنا و نضع في مكانها كلمة الواقعية ، فكلما أصبح الشخص واقعيا أصبح أكثر اتزان و استقرار في حالته النفسية ، و أصبح أكثر قدرة على استشراف المستقبل ، وأصبح يستطيع أن يصنع قرارا حكيما يفيده في حياته فالأمور عند دراستها و التفكر فيها تصبح أكثر وضوحا و رؤية لدى الفرد ، و عندما أقول أن نترك المثالية لا أقصد بذلك أن يترك الإنسان طموحاته ، فبدونها لا يصبح للإنسان هدف لعيش من أجله ، و قصدت أن نستبدل المثالية بالواقعية لسبب مهم وهو أن المثالية هي النزوع للكمال كما ذكرنا ، فلو أصبح بإمكان الإنسان الوصول للكمال لتوقف الإبداع و الإبتكار ، و لهذا جعل الله الكمال له وحده سبحانه وتعالى ، و علينا نحن البشر التطور و التحسن باستمرار لأننا نعلم أن الطريق مفتوح لنا أي ليس هنالك نهاية .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم