أتمنى ألّا يستمر الوضع بداخلي هكذا وأن يعود لي شغفي إلى الحياة ، أن يَعُدْ لِي قدرتي على الاستمتاع بأبسط الاشياء ، ك أنْ أرى الزرع الذي أسقيه يوميًا ينمو أمامي فأشعر بالإنجاز ، أو منظر السُحب في سماء ليلة مِن ليالي الشتاء أو تحقيق انتصار بسيط في حياتي العملية أو حضن دافيء مِن أحبائي والأصدقاء ، سئمْت عدم قدرتي على تصديق الآخرين حين يُخبرونني أنني شخص رائع ، يستحق الحب وكَمْ رجوْت ألّا أخشى أنْ أُترَك فالمنتصف .

أشعر كثيرًا بإحتياجي للشكوى ، أن اسكب كل التراكمات بداخلي ، أنفجر باكيًا ، أُخبر الجميع بأنني لا زلتُ متأثرًا بأحداث قديمة ، قديمة للغاية لدرجة أني لا أظنهم سيتذكرونها ... 

ولكن كيف لي أن أتذمر وأشكو مِن أشياء في طفولتي مثلًا ؟ كيف يمكن لصديقي المُفضل أن يتفهم أنني لا زِلتُ مُتذكر ل حُبي الأول الذي تركني مِن سنوات ، وكيف يُمكن لي أن انفجر باكيًا أمام الجميع وأُخبرهم أن أغلب كتاباتي كنتُ أقصد بها ذاتي وليست مجرد خيال ، وهذا أكثر ما أبغضه... 

أكره الاحتياج وأكره نَفسي الآن لأنني مُحتاج ولن تنحل عقدتي إلا إذا طلبت المساعدة ولأنّي أعرفني فأعرف أنّه مِن المُحال أنْ أطلبها ،، فلذلك سيظل حالي هكذا ولن يتغير .....

سأظل مُتعَب مِن الحياة والناس وكل الاشياء ولكني مُرغم على الاستمرار ، وليس الاستمرار فحسب ، بل مُجبّر على بَل كل طاقاتي حتى لا تَزِدْ الخسائر ، ولكن كيف لي أن أبذل كل طاقاتي وأنا لا أمتلكها ، أيُمكن للمرء أن يُعطي ما لا يملكه ....؟ 

Aya Emad