لاعب آخر يغادر دون أن يشعر به أحد .. لاعب أسطوري في مركزه، بأسطرلابه الذي يتحكم به بكلتا قدميه .. ظهر دون سابق إنذار ... ظهور كان وراءه اجتهاد في الخفاء، كتبه مع كتيبة المجد التي أعادت ذكريات ''رابح مادجر'' لتفوز بالكأس الفضية ذات الأذنين، رقم 10 جديد يملأ الدنيا .. تحقق اللقب الثاني بمعية قائد جديد ظهر للتو، يسوس الفرسان الأحد عشر على رقعة "Box to Box" التي يتقنها بعد أن ينفذ أوامر الجنرال المترجم ''السبيشل وان Special One" مورينيو الذي أحسن انتقاء الكتيبة التي هزمت كبار اللعبة آنذاك ... إنه فريق بورتو الحصان الأسود لتلك البطولة في ربيع سنة 2004 ..

                فاصل من مهـــــارات الســــــــــــــــــــــــــاحــــــــــر ديــــــــــــــــكو 

''ديكو أندرسون لويس دي سوزا'' الرحالة الجديد من بلاد كولومبس، ولكن سحر أصوله البرازيلية لا زال يجري مجرى الدم في العروق، إنها الوراثة، وراثة العبقرية البرازيلية .. فكان الرحيل للمملكة الزاخرة بالنجوم بدوري اللامعين في اللعبة، كانت الرحلة إلى بلاد الجار، وبالضبط "برشلونة" FC Barcelona، فوقع مع ال''دريم تيم Dream Team" النادي الكبير، نادي العمالقة كرويف وبوبي روبسون وفان خال مدربين، ونادي مملكة الراء الأسطورية''روماريو وريفالدو ورونالدو والزميل الجديد ... رونالدينيو''، الذي صنع بمعيته ربيعا أزهر لمواسم عدة، وبجنب تشافي وإيتو أيضا وغيرهما، عانق جل الألقاب المحلية والأوربية... إنه ديكو صاحب التمركز الذكي في الوسط، صاحب المهام المتعددة، لاعب رقم 10 بمواصفات غير تقليدية، دقيق التمرير، عينه ثاقبة في الملعب، قوي التسديد، كراته في المخالفات مبدعة، مقاتل شرس في الإلتحامات، وتشهد له بذلك بطاقات صفر كأنها نياشين محارب في ساحة الوغى الكروية .. عانق الألقاب في مسيرة مظفرة .. يقول أنها لن تمحى من ذاكرته أبدا ... فسحر الكامب نو لا يضاهى ولا يقاوم ..

انتقل ''للبلوز Chelsea Football Club" ألد أعداء برشلونة في مسابقة رابطة الأبطال، فأكمل المسيرة المتألقة للنجوم، تلك النجوم التي تلعب في أعتى الأندية وتملأ الملعب ذكريات لا تنمحي قيد أنملة .. ولا يحلو إنهاء المسيرة دون الرجوع إلى بلد الأساطير المبدعة .. أساطير شواطئ ''كوبا غابانا Coppa Gabbana" .. آثر الوفاء للعهد الذي قطعه ذات يوم .. سأعود لبلدي الأصلي .. اعتزل بفريق الكبار أيضا ... فريق ''فلومينينسي Fluminense Football Club" فريق لعب له '' إدموندو وروماريو وزاغالو وغيرهم "، فريق مدينة ''ريو دي جانيرو"، أحد أعرق فرق البلاد ... القديسون لا يخرجون من الباب الصغير ...

لعب لمنتخب البرتغال، المنتخب الأصيل والعريق، منتخب "يوزوبيو" الجوهرة الخالدة، صاحب الفضل في المركز الثالث للمنتخب في مونديال 1966 .. ديكو يتناقل الكرة مع ماهرين جددا .. مع فيغو وروي كوشتا وفرناندو كوتو وباوليتا ونونو غوميز ..والمهاري الحالي الغني عن التعريف ''كريستيانو رونالدو'' .. 

ديكو اعتزل في مباراة مع نادية المفضل، نادي المتعة ، نادي الكرة الجميلة، نادي ''البلو غرانا''، فأصر على استدعاء زملاء الأمس القريب، كي يختموا معه المسيرة .. التي انطفأت في سن 35 سنة ... ديكو يعتزل .. بحضور "إيطو وميسي" .. ولاعبين كثر .. قبل سنة ونَيِّف ... ديكو يودعنا .. بحزن في عينيه وهو يحيي الجمهور في ذلك اليوم الرمضاني .. يحيينا .. ويقول .. أكيد لن أعود إلى ممارسة الكرة .. لكن احفظوا لي مكانا ولو صغيرا يسعني في قلوبكم يا عشاق الساحرة المستديرة ... ديكو سنتذكرك دوما ... أكييييييييييد! وداااااااااااعاً ..

▬▬▬▬▬▬▬▬

©(بدر غياتي 2016)