علي مدي سنين، عملت في ميادين كثيرة من تلقين دروس في اللغة الإنجليزية إلي تحرير برامج تكوين إلي كتابة قصص و إعطاء دروس لحل مشاكل إجتماعية، تحضير تقارير حقوق إنسان و أكثر ما أعانني علي ربط علاقات مهنية قوية إستعدادي الطبيعي للإعتذار حينما يتطلب الموقف مني ذلك إلا انني لاحظت أن الجهة المقابلة في بعض الحالات لكي لا أقول معظمها يشق عليها فعل الإعتذار.
تري ما الذي يمنع المرء من الإعتذار ؟ فالكمال لله و إحترام المواعيد و الإلتزامات المهنية فرض علينا و إن تعذر علينا ذلك فتقديم إعتذار ممكن و مطلوب. لماذا نجد أنفسنا ضحايا لامبالاة الآخر ؟
و لماذا التحجج في كل مرة ب"نسيت" و الأمر "لا يستحق كل هذا الضجيج" و هل يحتمل العمل تأخر أو غياب أو سوء تقدير ؟ فالإنجاز يرتبط بجهوزية الشخص، أن نبرر تخلفنا بالصمت أو الإهمال ليس في صالحنا.
إحدي شروط المصداقية الشفافية، فماذا عن سلوكاتنا في الوظيفة ؟ ألا يتضرر أداءنا بفعل تغييبنا للقيمة الأخلاقية ؟ و التعالي في غير محله ممجوج. ماذا نخسر إن أرسلنا رسالة إعتذار هاتفيا او إلكترونيا ؟ كيف نقابل بعضنا البعض و نحن نتجاهل وقع سلوكنا الطائش ؟ نلوم الآخر و نعفي أنفسنا من المسؤولية. حتي أصبحت مؤخرا، اضع شرط سلفا "في حالة عدم قيامك بالواجب، أترك إعتذار"هكذا أتمكن من البحث سريعا عن حل بديل.
أكره مفاجأة آخر لحظة لأن كل شيء ينهار و كون الإنسان لديه آجال لا بد له من إحترامها، فلا مناص من الإعتذار و الإنتقال إلي مرحلة أخري. يبدو منطقي غريب للبعض، فأسمع منهم كلام قاس :
" أليس هذا مبالغة منك ؟؟"
أكتفي بالصمت متجنبة أي مناقشة، ما العمل مع من لا يفهم ؟ للمعاملات قواعد و كل ما يهمني أن لا أكون قد أذنبت في حق أحد.
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة