مصر ذات حضارة سبعة الاف عام .. هذه الحضارة صنعها الفراعنه اجدادنا وقد ذكرهم القرآن الكريم حين تحدث عن الأنبياء اللذين نزلو آنذاك وعندما نقرأ القرآن نجد ان قوم موسى عليه السلام ذكرو كثيرا بقصصهم الشهيرة وخصوصا فرعون مصر الذى طغى فى البلاد "إذهبا إلى فرعون إنه طغى"، ودائما على حسب ما نعلم ان الحاكم كان يطلق عليه لقب فرعون . ولكن حين تذهب الى سورة يوسف التى لم تتحدث عن شئ سوى قصة يوسف منذ صغره حتى تحقق رؤياه وبالرغم من وجوده فى مصر فى عهد الفراعنه الا اننا لم نرى كلمة فرعون ابدا فى هذه السورة ولكن ذكر الحاكم بلقب "ملك" "وقال الملك إنى أرى سبع بقرات سمان" إذن ما الفارق؟! ألم يكن سيدنا يوسف فى مصر مثل سيدنا موسى عليهما السلام؟!
بما ان هذه الحضارة كانت على مدار سبعة الاف عام ، فمن البديهى انها لم تسير على نهج واحد طوال هذه الأعوام فحين نتمعن فى الآيات التى تحكى عن فرعون وهامان نستشعر أن مصر كانت فى عصر اضمحلال حيث فساد الحاكم واستخفافه لشعبه ، وانتشار السحر وعلو شأن السحره آنذاك هو خير دليل على ذلك ، أما حين نقرأ آيات سورة يوسف نجد أن مصر كانت ذات شأن عالى حيث الزراعة والخير الذى كان لديها وحدها دون باقى البلاد وحاكمها كان يخشى عليها بدليل أنه استمع ليوسف وادخر للسنوات العجاف لذلك نحن الى وقتنا هذا نستخدم كلمة فرعون للدلاله عن شخص متحكم ظالم بعكس كلمة ملك.
يتضح من خلال الكتب التاريخية التى تتحدث عن مصر الفرعونية والموسوعات مثل الموسوعة البريطانية أن لفظ فرعون تم استخدامه مع بداية الاسرة الثامنة عشر أى أن كل الفتره التى سبقت هذه الاسرة كان الحاكم فيها يلقب بالملك ، وعلى الأرجح أن النبى يوسف عليه السلام نزل فى عهد زوسر وهو من الأسرة الثالثة حيث تم إكتشاف لوح فى صعيد مصر يتحدث عن مجاعة حدثت فى مصر فى عهد الملك زوسر واستمرت لسبع سنوات...
وبالطبع فإن النبى موسى عليه السلام قد نزل بعد يوسف بفترة كما جاء فى الايات على لسان موسى"لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به" فقد اوضح القرآن الكريم بعظمته ذلك من مجرد ذكره لالقاب الملوك ففرق بين فترتين من الزمن ببلاغة عظيمة تستوجب التدبر .
-
دعاء عادلالكتابة افضل اسلوب للتواصل مع عقول الاخرين