هي تقدر .. تستقل ؟
نعم ، على الأسر المصرية و العربية إستيعاب أن التركيبة الفكرية للبنت قد تغيرت كثيرا عما ماضى ، تغيرت كما تغير الرجل و المرأة و الطفل كلهم تغيروا .. لماذا يجب أن تظل البنت كما هي .. كما هي ؟؟؟
نشر في 30 ديسمبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
منذ عدة أيام طالعنا على شاشات التلفزيون إعلانا من أحدى الشركات الكبرى في مجال التطوير العقاري ، الإعلان موجه لفئة الشباب من الرجال ، العزاب غالبا فهو يطرح مواقف تبدو مزعجة للشباب خلال تواجدهم في بيت أهلهم .
فمثلا في إحدى الإعلانات وصل الشاب إلى منزله في ساعة متأخره فلم ترض والدته فتح الباب له ، وفي إعلان آخر كان هناك شاب يستحم و دخلت عليه والدته لتسأله عن غسل ملابسه مما سبب له الإحراج.
غيرها من سلسلة الإعلانات التي طرحتها الشركة المطور العقاري الشهير ، فقد طرحت هنا أسباب مقنعة جدا لشاب لترك منزله و الحصول على سكن خاص به ، و هذا يندرج بالطبع تحت فئة إقتصادية و إجتماعية مرتفعة لحد ما ، لأن لو كان شباب الطبقة المتوسطة أو الأقل لديه فرصة لشراء مسكن فكان يشتريه ليتزوج به و يبني أسرة .
أرى الإعلان و أتسأل دوما لماذا يتم توجيه مثل هذا الإعلان للشباب فقط ، لماذا هم فقط من يحق لهم حماية خصوصياتهم ؟؟؟
البنات أيضا لديهم خصوصيات و قد تكون أكثر من الشباب ، لديها الكثير لتحميه و تخاف عليه من مشاعر و أحاسيس ..
فبعد التعقيدات الإجتماعية و الإضطراب و إنعدام التوازن في كافة أنحاء المجتمع المصري .. أصبحت قضية إستقلال البنت عن أسرتها مطروحة بشكل كبير و متزايد .
فالكثيرات يرين أنه الحل الأمثل للتعبير عن أنفسهن و قدرتهن على مواجهة الحياة .
كما إنها إشارة توقف للأسرة بالكف عن لعب أدوار في حياتها تسبب لها عدم الإتزان و الإضطراب و تجبرها على إتخاذ مسارات قد تصبح كارثية في حياتها .
نعم ، على الأسر المصرية و العربية إستيعاب أن التركيبة الفكرية للبنت قد تغيرت كثيرا عما ماضى ، تغيرت كما تغير الرجل و المرأة و الطفل كلهم تغيروا .. لماذا يجب أن تظل البنت كما هي .. كما هي ؟؟؟
لقد أصبحت تريد إحساس أكثر بالحرية و الإستقلالية التي لا يشترط أبدا أنها تستغلها فيما لا يرضي الله و شيئا منافيا للآداب و أخلاقيات المجتمع .
و لكنها تريد أن تتوازن مع نفسها و مع ما تعيش به تفهمه و تحاول التعامل معه .. فهي تحتاج إلى الإحتواء و الإحساس بالدعم و ليس بالحماية التي تحد من قدراتها و تحملها ما لا طاقة به من الإحساس بالخوف و عدم الأمان و يضر بها ..
يجب طرح هذه القضية بشكل أكبر و مناقشتها وفهمها و بحث كيفية التعامل معها بشكل يساعد على إحداث التوازن في المجتمع بحيث يلعب كل فرد الدور الذي يستطيع تأديته و ليس الذي فرض عليه .
-
Nadia Fawzyمحرر إقتصادي -- أكتب في مجال التنمية الإقتصادية و الثقافة المالية