اسم الكتاب: حمام الدار                                            الكاتب : سعود السنعوسي

عدد الصفحات : 182                                                 نوع الكتاب : رواية

سعر الكتاب : متفاوت من مكتبة لأخرى و من موقع لآخر ( 37 - 70 درهم اماراتي )

واحدة من أغرب الروايات التي قرأتها على الإطلاق ، حتى أنني اضطررت لقراءتها مرتان متتاليتان كي استوعبها، في الواقع هي روايتان في رواية واحدة ، كل منهما تحمل نفس القصة بأحداث شبه متطابقة وبشخصيات مختلفة، وفي كلتا القصتين (يغيب حمام الدار دون عودة) .

الأولى يكتبها الروائي عن قصة (عرزال)، والثانية يكتبها (عرزال) عن قصة الروائي (منوال) فلا تعرف أي القصتين هي الأصل ومن الذي كتب عن من ؟ وتنتهي الرواية مع هذا التخبط وهذا الدوران في دائرة مفرغة تعاد فيها القصة إلى ما لا نهاية ! و كأن شخصيات الرواية تمرّدت على الكاتب فــ فقد السيطرة عليها .

ملخص الرواية

الجزء الأول(العهد القديم)

كاتب يرغب بكتابة رواية على الرغم من الإلتهاب الذي أصاب يده لكن يعزُم على الكتابة فيقوم بكتابة رواية خلال ١٢ ساعة فقط .

هذا الكاتب يقوم بخلق شخصيات متعددة في الرواية أبرزها شخصية (عرزال) وهي شخصية تمر لنا في الرواية خلال (خمس صباحات) .

في جميع الصباحات تكون هذه الشخصية جالسة في غرفتها تنظر إلى الشرفة فتجد حمامة جالسة عليها فيقوم بكتابة مايتذكره من الأمس (وهو كلّ الماضي بالنسبة له )، فعرزال يكتب مايتذكره من شخوص عاشت معه في الماضي منها (قطنة) وهي معزة الدار التي قتلها في النهاية .

الجزء الثاني (العهد الجديد)

يقوم الكاتب الأول بتحويل شخصية قطنة من معزه إلى إمرأة فاتنة فيرسلها لعرزال الكاتب الثاني داخل الرواية حتى تخبره بالحقيقة وبأنهم ليسوا أكثر من شخوص من وحي عقل الكاتب وأن عرزال شخصية ورقية غير حقيقة ، فيقوم عرزال بقلب الطاولة ويقول : ( بل أن سأقوم بكتابة كاتب الرواية وأجعله هو صنيع مخيلتي وأنتي كذلك يا قطنه ستكونين من ضمن هذه الشخوص ! )

فيقوم بقلب الطاولة على الكاتب ويكتب الكاتب الأصلي ويقحمه في الرواية .

ولكي تبدو الصورة واضحة أكثر فقد تمّ تقسيم الرواية كالآتي :

قبل ساعة تأمّل ( الصباح الاول – الصباح الثاني _ وهكذا حتى الصباح الخامس )

بعد ساعة تأمّل ( الصباح الأول – الصباح الثاني – و هكذا حتى الصباح السادس )

جذبني للكتاب

 - الفكرة جديدة وليست كسابقتها .

- أسلوب السرد والحوار جيد جدا ويبدو الجهد الذي بذله الكاتب واضحا خاصة بعد كتابه الأخير (فئران أمي حصة ) .

- الرسومات التي اضافتها الفنانة (مشاعل الفيصل ) اعطى للرواية جمالا آخر .

- حفلت الرواية بكثير من الرموز والدلالات الغامضة والعميقة، والتي يحشدها الكاتب في متن النص السردي الحافل باللغة الشعرية خاصة في الجزء الثاني التي لا تخلو من مواربات وضمنيات، يكشف عنها السرد رويداً رويداً .

يحمل هذا الأسلوب كثيرا المتعة إذ تعتمد على اكتشاف التفاصيل المختبئة، حيث عمد الكاتب نحو طرح رؤية فلسفية، لا تعلن عن ذاتها مباشرة، مما يخلق شغفاً كبيراً لدى القارئ ، و يشوقه لإكتشاف المعنى الكامن بين السطور.

- ذكره للعديد من المشاكل الإجتماعية والتي كما ذكرنا أنّها لا تقرأ إلّا بين السطور .

- اعجبني كثيرا أنّه لا يطرح افكاره بشكل مباشر بل يعطي للقارئ فرصة كبيرة في أن يقرأ بطريقة مختلفة .

مقتبسات من الرواية

"كل من عاش في الدّار يصيرُ من أهلها ، حمام الدّار لا يغيب و أفعى الدّار لا تخون "

‏"وحده السؤال مِنحة العقل ومِحنتُه.والإيمان هو أن تُعلّقَ أسئلتكَ على حِبال الغيب، وأن تُجمّد عقلك، وأن تعقد صفقةً مع لا شيء.

"ابتلعتهما الزرقة ، لم يعد يراهما ، أخذ يلوّح بيديه يصيح بهما زينة و رحّال "

هل من الممكن تحويل الرواية الى مسلسل - كما حدث في روايته (ساق البامبو) :

إن تم نقل الرواية الى عمل درامي فإنّي أضمن فشل المسلسل و الإساءة للأدب الروائي لأن الأعمال الدرامية العربية، والخليجية على وجه الخصوص في تدهور مستمر لذا افضّل أن تبقى الروايات بشكل عام في صورة مكتوبة ولا يتم تحويلها لعمل درامي أو سينمائي من إخراج عربي أو خليجي .

ملاحظات

الكتاب غامض وبغيض لمن ينتظر حبكة تقليدية بسيطة، لكنه في غاية الجمال والإمتاع لمن يبحث عن خيال جديد، بلوحات فنية تُثري الروح، وبجمال لغة السرد و رهافة المشاعر التي تحملها الكلمات ، وما بين الكلمات .

تتجمع قطع «أُحجية ابن أزرق» في الفصول الأخيرة، لتعيد اكتشاف الأحداث كلها من جديد، وترى الوجه الآخر للشخصيات، يعود بك الزمن لنقطة البداية مرارًا، ويتلاعب بك، ستتضح ملامح الأحجية نوعًا، لكنها لن تمنحك يقين الأجوبة.

تقييمي للرواية

8.30/10

اقتنو الكتاب إن استطعتم سيضيف لكم حياة جديدة لن تخوضها يوما إلّا من خلاله .

أمنياتي للجميع بقراءة ممتعة :)