يتصدر موضوع التعامل مع الحماة قائمة المواضيع التي تحتل فكر العروس المقبلة على الزواج، يسيطر عليها، يؤرقها ويستنزف طاقتها قبل الزواج، هي تحب زوجها ومتشوقة لخوض تجربة جديدة مع شريك حياتها إلا أنها في قرارة نفسها مشوشة ومترقبة للأحداث القادمة، وهذا الترقب لا يقتصر فقط على العروس فهناك طرف آخر يعيش نفس التجربة ألا وهي الحماة تملأها فرحة لا تسعها الأرض والسماء فإبنها العزيز وأخيرا سوف يستقر ويتزوج إلا أنها كذلك يتملكها خوف دفين في أعماقها.

هذا الخوف الذي يعتري كلا الطرفين يعود إلى سبب رئيسي ألا وهو الإنصات والتأثر بتجارب الآخرين الفاشلة التي تسمم أفكار الطرفين فمن جهة العروس المسكينة وبمجرد أن تعلن خطوبتها ويتحدد يوم زفافها تبدأ سلسلة الأوامر والنواهي حيث أن العروس تصبح محط إهتمام الجميع والكل يريد أن يوجهها حسب أفكاره وقناعاته، فتتوه المسكينة في دوامة وتدمن التفكير حتى تهرم وتفقد جل طاقتها، فهناك من عرض عليها صفقة للمؤامرة على الحماة ويساعدها في تجهيز جميع الوسائل والأسلحة الفتاكة لتحقيق الفوز في النهاية كما لو كان الزواج حربا وهناك من يشحنها بأفكار لا وجود لها في الأساس فتكره العروس حماتها وتعتبرها عدوها اللدود،وهناك من يكتفي فقط بالدعاء لها بأن يبعد الله حماتها من طريقها.

ومن جهة أخرى الحماة فبمجرد أن تخطب لإبنها تبدأ في اجترار أسئلتها على العروس عن الطبخ والأعمال المنزلية وغيرها، وهي الأخرى تبقى في ترقب خوفا من أن تخطف الفتاة إبنها منها حيث أن جميع صديقاتها خضن نفس التجربة وخلصن إلى أن العروس شريرة وتطمح أن تخطف كل شيء من حماتها. هذا ما يقدمه معظم الوعاظ والداعين إلى التفكك الأسري بإسم الخير ومن باب تقديم النصيحة كما يزعمون.

صديقتي المقبلة على الزواج حتى وإن دعت الضرورة وشاءت الأقدار أن تُحاطي بهذا الكم الهائل من الأفكار السلبية حول الزواج وبالخصوص عن حماتك فأتركيهم يعبرون عما بداخلهم ولا تنصاعي لهم، كوني فريدة من نوعك وتمردي على كل تلك الأفكار البالية التي لا تجلب سوى الضياع والشتات وسوء المصير.

هم يعرضون تجاربهم وأنتي عيشي تجربتك الخاصة وإتبعي ذاتك وما يريح قلبك، فالزواج يا صديقتي مودة ورحمة كما ذكر في القرءان الكريم وليس خططا ومؤامرات، حماتك هي أمك الثانية وأم حبيبك، إحترميها؛ قدريها ولا تنتظري منها نفس المعاملة فكل شخص حر في تصرفاته، المهم أن تهتمي أنتي بنفسك وتصلحيها وكفاك إنصياعا لما يردده لصوص البهجة والحب، تصادقي معها حاوريها شاركيها أفكارك وأنصتي لتجاربها.

وأنتي يا حماة العروس إفرحي بإبنك شاركي عروستك تجاربك عامليها كإبنتك تكن لك أطيب الناس.

كفانا أفكاراً بالية ومتشائمة، كفانا فتنة ولنقل خيرا أو لنصمت.