بطريقة سريعة أبعدت هذا الكمّ الهائل من الأوراق والمعلومات المحشورة داخل هذه الكتب المكدّسة أمامي . فأريح هذا المكتب من عمليّة الحملِ حتّى أجد نفسي فقط أنا وقلمي وورقة . كأنّني أهيّئ نفسي إلى مغامرة جديدة لنقل أسئلة أخرى في انتظاري لازالت عذراء .كأنّني احتجت إلى فسحة قصيرة وكأنّ موعد راحتي يحين فقط مع حضور القلم .كأنّني أريد أن أصرخ في صمت وأستمتع برسم هذه الصرخة على الورقة البيضاء . كأنّني أتألّم وشفائي أحقّقه ولطخات الحبر أنشرها على هذا الفراغ النّاصع. أشعر أنّني لا زلت عاجزة عن مفارقة الوحدة التّي تتعمّق جذورها في كياني مع الزمن خاصّة لمّا أكون مع البشر . فلا أشعر بهذه الغربة لمّا أكون مع نفسي بقدر ما أشعر بها وأنا داخل المجموعة . أحتاج لأحيى ليس لأسباب إنّما الحاجة للحياة تتعمّق أكثر فأكثر وأنا في رحلة بحثي عن حقيقة مطموسة وكلّما اقتربت أشعر بتياّر عنيف يجدبني بقوّة إلى الوراء . ذبذبات تسلبني القدرة على التّقدّم كأنّ المكان هذا ممغنط.
لكنّني أحاول في كلّ مرّة أن أتفاد زلاّت القدم ،أن أستمتع بمذاق الألم، أن أستشعر العذاب ثمّ ابتسم ،فأنا أحيى ولم أعد بمفردي الآن .ها أنا أسمع صوت قلبي وأصغي إلى مواسات عقلي .صرت أشعر أنّه بإمكاني أن أتوحّد الآن ، أن أصير اثنان في واحد لطالما عشت وأنا واحد في إثنين .
لم أعد أهتمّ إلى هذه الرّيح حولي التّي تجعل من هذا الجسد دمية متحرّكة وسط الغبار .اكتفيت وهي تتحكّم بي بواسطة خيوط دقيقة .حان الوقت لأطلق العنان ،لأحيى فأنا إنسان ،يتلذّذ مذاق الإنسانيّة .لم أعد ضعيفة أعيش الظلمة وأتهرّب من أفكاري وأقول في كلّ مرّة أخشى فيها المواجهة "أسئلة لعينة تزعزع إيماني " أو "أنا بصدد فقدان إيماني ".
نعم أنا أؤمن أنّني أتيت إلى هذا العالم لغرض ما،أتيت وسأحاسب على نتاجاتي . لم أحضر عبثا فلي عقل مدبّر بامكاني أن أنسج إستفهامات وأبحث عن حلول وأستمتع بما حقّقته من أهداف . جئت إلى الأرض، جئت كائنا بشريًّ وسأبحث عن ذاتي وسط الظلام فأنا أحتاج أن أعرف من أكون ،حتّى أكون من يجب أن أكون. اسمعيني يا أنا لقد قرّرت أن أحيى...
-
فتاة الورقاعشق الشكلاطة وأحب الزهور ، لي أحلام وأحلّق في السّماء مع الفراشات والطيور ...
التعليقات
هنيئاً لنا مقالِك الأول , و في إنتظار كتاباتك القادمة . بالتوفيق .
لقد جئت الى هذا العالم لتبدعي و تمتعيننا بكتاباتك ..موفقة