من داخل سكوني السرمدي أحدثك أو بالأحرى قررت أن أجعل منك رفيقي لتلك الليلة بدلا من أوراقي . فأسكب فيك أهاتي وأملئ صفاء قلبك بشوائب روحي العالقة فيّ ،اكتب إليك أو فيك لايهم .كلاهما سواء ما دامت قارورة الحبر هي أنا .
"أجلس على حافة العالم . الرياح تربت على كتفي ، رأتني هشيماً ، تخبرني هذا العالم لايسع لذاك الحزن في صدري .أسألها في صمتٍ ؛تقصدين يضيق بي ذرعاً كما ضاق بي هو. وأذرف بعضاً من الدمع الذي يبلل أرضي القاحلة لعل الأشواك بها تزهر ثانيةً ،كيف لها أن تنبت ! . نسيتُ أني أحببت ثائراً ينتصر للفقراء على قلبه ، طالبته حبيبته أن يتسلح بقلبها فهجر ثورتها. فأصبح قضيتها أمام عامة الشعب ، تطالب بتوقيع أقصى عقوبات قانون العشق عليه ، ويترافع هو عن ذاته ؛ الحب يضعف القادة . ينتصر الشعب لها أو عليها .حُكم عليه بالنفي في ذاكرةٍ لاتخمد ، فتيل شعلتها القلب . "لم يكن ذلك بأسطورة من حكايات الأجداد ، إنه فقط ما استطاعت الرياح أن تخترق به الأسوار وتستطلع من عبرات الأعين فتقع على المدفون ،تذروه إليك. تلقي به أنت من نافذتك على العالم ، وأنا على حافته.فيسقط معه الباقي من القلب ، أركض مع النجوم لعلي أصل ، أسمع همسهن ,, يتمازحن حول تلك المجنونة التي تريد أن تلمع مثلهن ,,كنَّ يوماً غرقى على شاطئ الليل حتى قرر القمر ضمهن إلى عرشه يحرسن الألام ، يوزعن الحنين، الشجن على كل من عشق .وأنا أريد أن امتزج في سمائه ، فأكون نجمته التي تطل فوق سقف غرفته ، اطمئن عليه ، حقيقةً اُطمئنني . يسُر لي بأحلامه.. يتأملني ، بينما يتناول فنجال قهوته المسائية ، انتشي من عبق عينيه وربما أهاجر من السماء إليهما. انتهت المقطوعة الموسيقية ، وانتهت معها وصلة تلك الليلة . لا زالت أضغاث أحلام مجردة من التحقيق إلى الآن ، يجدر بك الرحيل المؤقت عن أوراقي لأراك في سمائي.
_نورهان عصام الدين
التعليقات
لكن ممكن تغيري إسمها حتى لا يختلط الأمر على القارئ بينها و بين الخاطرة السابقة اللي بنفس الإسم .
بالتوفيق :)