( عاشقة براءة السبيل )
اسْتصْغرتْهُ .. وتجاوزتْ
لكلامه .. ما حفلتْ
لندائه .. ما اعْتبرتْ
أعاد الكرّة .. فتجاهلتْ
وفي الثالثة استدارتْ
فظنّ.. أنّها استجابتْ
إلى قدميه نظرتْ
وفي عيْنيْه ما ركّزتْ
تحديداً ماذا تريدْ؟
صارمة ً هكذا سألتْ
أجابها .. و الظّلماءُ قدْ أوْشكتْ :
المسيرُ موحشٌ .. و الدّربُ طويلْ
ومِثْلكِ .. يحتاج لمرشدٍ أو دليلْ
أجابتْ و قدْ أوجزتْ :
مثلي .. يرفضُ للقدَر بديلْ
و ما ستراهُ العينْ .. مقدّرٌ بوكيلْ
كفاكَ عناداً.. فأنا أعشقُ براءة السّبيلْ
أجابها متلعْثماً :
إذنْ .. عنْ منْ ؟ عنْ ماذا تبْحثين؟
ردّتْ و برأسها أوْمأتْ :
عن لوْح قصيدةٍ .. أخْفاها درويشْ
عن ملحمةٍ .. هناك دفنها جلْجميشْ
أجاب متوتّراً :
إذنْ .. خُذيني هدْهداً
فعنْديَ الخبر اليقينْ
أجابتْ و ما قبِلتْ :
ما أنتَ بسليْمانْ.. و لا أنا بلقيسْ
ردّ عليها متوسّلاً :
احمليني سيفاً .. لأكون خير معينْ
أجابتْ :
ما أنا عبلة .. و لا أنتَ من عبْسٍ أو ثقيفْ
ردّ عليها بإلحافْ :
على الأقل .. اسأليني من أنا ؟ .. جادليني منْ أكونْ؟
قدْ تعيدي النّظرْ .. فينْكشفُ الأثرْ
و بقول الفصْل عليه أطْبقتْ :
قدْ تلتقي يوماً تلك الجبالْ ..
إلاّ أنتَ معي .. فهذا يستحيلْ
إليكَ عنّي .. و اقْنعْ بصراحتي
و تقبّلْ عذري و اعتذاري
وعنه ابتعدتْ و عن ناظريْه توارتْ
وهي لا تدري ..
أنّها لو سألتْ .. و جادلتْ
لو ألحّتْ .. وأصرّتْ
لأجابها : كنتُ هناكْ .. ومن هناكْ أتيتْ
فالقصيدة معي .. والملحمة بعهْدتي
انتشلْتهما معاً من جبٍّ سحيقْ
حيث كان يرقد يوسف الصِدّيقْ
فأخذيهما معاً .. أيْ نعمْ
و زدْ عليهما لو شئتِ كلّ َ طلْسمي
لكن مع الأسفْ
حوارٌ انتهى باعتذارْ .
بقلم : ذ تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...