عفوا أيها الغثاء .. فنحن لا نستحق النصر !
أوه .. إنها السوأة ! سوأتنا تتعرى من جديد .. إنها فلسطين ، ذلك الجرح الغائر مرة أخرى .. يكشف عن أسوأ ما فينا ، عن قلة رجولتنا و هواننا على كل شيء .. و لكن ، و رغم كل ما يحدث في هذا العالم العبوس ، و رغم كل القتل الذي ينفذ بدم بارد لا زال المليار و نصف المليار إلا من رحم الله عز و جل ، لا تهتز لهم مشاعر تجاه ما يحدث ، و كأنما المقتول نملة ، نفتح جهاز التلفاز نطالع الأخبار ، نحسبن بألسنتنا أن حسبنا الله و نعم الوكيل ، ثم نغير المحطة نحو قنوات الإمبيسي ، و قنوات الوليد بن قارون ، لنقضي تفتنا بين مسلسلات عفنة ، و أغان ماجنة ، تظهر اللحوم العربية ، رخيصة للبيع ، نفتح أفواهنا ، و نتذكر أن الدنيا حلوة نظرة ، و أن إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و نقنع أنفسنا إرضاء لضمائرنا الميتة إلا من بعض أحاسيس ، أن للبيت رب يحميه ، و ندعو الله من كل قلوبنا أن لا يجعل بلداننا كالبلدان التي وقعت فيها الفتنة ، و ضربت في اطنابها برجلها و أيديها ، حتى شبعت من دماء المسلمين .
أدخل هذا الفضاء الأزرق ، أجد الناس هنا ، كما في أرض الواقع ، متضامنون مع أهل الأقصى ، و أكثرهم ، يقومون بتغيير صورة البروفايل ، و يعلنون بكل فخر ، أن نفوسهم فداه ، و أن الدماء لا تمحوها إلا الدماء .. و شلالات من أشعار مطر ، تجعلك للحظة تنسى الوهن الذي فيه نعيش ، ثم يخرجون ، و أنا معهم ، و نحن نحمد الإله العظيم على نعمة الأمان ، و أن للبيت رب يحميه .
و الحق كل الحق أيها الأحبة ، أن للبيت ربا يحميه بالفعل ، و لكنه رب يغار ، و نحن باعتبارنا أحفاد من اختارهم هذا الرب العظيم لنشر رسالته ، و تعمير الأرض ، بإعلاء كلمته فيها ، و باعتبارنا ، ننتمي إلى أمة قال فيها هذا الرب العظيم : كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ، نعرض أنفسنا لغضبه ، و تداعيات غيرته .
عذرا أيها الغثاء .. فنحن أمة لا تستحق النصر ، نحن إلا من رحم الله منا ، أمة تتقن فن الأكل ، و النكاح ، و الغناء و كل شيء آخر إلا معرفة ديننا ، أمة تروم النصر ، لا يكون هذا حالها ، تفعل ما ينهى عنه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، و تأنف عما يأمران ، أمة لو سأت شبابها اليوم إلا ما رحم الله عن أبسط المعلومات التي تؤسس لمعتقده ، قال لك ها ها لا أدري ، شباب ، يعرف حتى من أين تبول النملة حاشا أسماع المؤمنين ، و لا يعرف اسم رسول دينه بالكامل ، و لا صحابته ، أمة لا تقرأ ، و إذا قرأت تقرأ كل شيء ما عدا تاريخها ، تعلم من العلوم الدنيوية ما الله به عليم ، و لا تعلم من العلم الشرعي ما يعلما دينها ، حتى أنك لتجد الكثيرين اليوم لا يعرفون حتى أحكام الطهارة ..
عذرا أيها الغثاء ، نحن أمة لا تستحق النصر ، الله تعالى في عليائه تبارك و تعالى ، سن في هذي الأرض سننا لا تتغير ، فكان لكل مجتهد نصيب ، حتى لو كان كافرا محاربا مثل دولة اليهود النجسة اليوم ، فالله تعالى ، ليس بينه و بين أحد من خلقه نسب و لا قرابة حاشاه ، من أجل أن ينصره بدون سبب ، كل من أخذ بالأسباب و اجتهد ، أعطاه الله عز و جل على قدر اجتهاده ، و الصهاينة اجتهدوا منذ عشرات السنين ، من أجل إعلاء كلمتهم في الأرض ، نعم قتلة هم ، و الله عز و جل لا يرضى بالظلم ، و لكنهم اجتهدوا ، و كان لهم ثمر اجتهادهم ، نعم سيؤدي بهم هذا العلو الآن إلى الهاوية ، و هذا مذكور في كتبنا و كتبهم ، و لكنهم الآن هم الأقوياء ، و الغلبة لهم ، و هم يسيطرون علينا ، لأن قلاعنا هوجمت من داخلها . علم اليهود المفسدون منذ زمن ، أن سر قوة هذه الأمة في نسائها ، النساء في أمة الإسلام هن سبب صناعة الرجال ، فطنوا لهذا الدور العجيب الذي كان ينجب في عهد أجدادهم رجالا ، عبادا بالليل أسدا في النهار ، لا تكاد أعينهم تنام إلا من أجل استجلاب القوة . فهاجموها ، و سلطوا عليها الدنيا التي يملكون مفاتيحها ، فنسيت دورها الرئيس ، في صناعة الرجال ..
عذرا أيها الغثاء ، نحن أمة لا تستحق النصر .. فأمة كثير من نسائها كاسيات عاريات ، أمة لا تستحق النصر ، أمة لا تنجب رجالا ، بل تنجب ديكة ، و دجاج ، همه أن يعيش ، و يأكل جيدا ، و يتزوج و يملأ بيته بالكماليات ، و يموت ميتة مستورة ، عذرا ، أمة هذه مكوناتها لا يمكن أن تنتصر في يوم من الأيام .. و أضرب لكم مثالا هنا ، عله يبين الفارق .. في عهد محمد الفاتح ، كانت أم الفاتح تذهب به و هو صبي ، كل يوم إلى شاطئ البحر ، لا تكل و لا تمل ، و هو ابن سبع ، و تقول له : يا بني ، وراء هذا الأفق توجد مدينة نصفها في البر و نصفها في البحر ، و قد بر الرسول صلى الله عليه و سلم بأنها ستفتح ، و ستعود إلى الإسلام و تحرر من أيدي الصليبيين ، و قد قال أنه يعرف فاتحها و يعرف جيشه ، و قال : نعم الفاتح فاتهحا ، و نعم الجيش ذلك الجيش ، و إني لأرجو يا إبني أن تكون أنت هذا الفاتح .. فكان محمد هو الفاتح ، و فيه تحققت البشارات ! نعم دور المرأة في هذه الأمة أهم الأدوار ، بل أهم من دور الرجل مرات و مرات ، أما و قد غيبت المرأة في هذه الأمة ، و بليت بالموضة و العري و انصب اهتمامها في المسلسلات و الأغاني ، و المطابخ ، فلا نصر يلوح في الأفق ، و لن يكون ، حتى إشعار آخر .
و آخر ما أختم به ، أن أذكركم و أذكر نفسي ، و خاصة أكباش العربان الراتعة في صحراء جزيرة محمد صلى الله عليه و سلم ، من الحفاة العراة رعاء الشاة ، أن الرسول صلى الله عليه و سلم ، حدث في حديث صحيح ، أنه لا يزال ثلة من أمته علىالحق ظاهرين ، مرابطين ، لا يضرهم من عاداهم ، قيل أين يا رسول الله ، قال في بيت المقدس ، و أكناف بيت المقدس .. نحن الرعاع ، إذا لم نقدر على نصرتهم و لو بالكلمة ، فلننصرهم بصمتنا ! حماس شرفكم يا أيها الغثاء ، فكفوا ألسنتكم عليها ، حماس مصنع الرجال ، يذيقون الصهاينة السم الزعاق ، يرهبونهم في بيوتهم فليعش الإرهاب هناك ما دامت الأرض ! ة ما دامت الأشياء بالأشياء تذكر ، أذكر من تألموا لمقتل 3 من الصهاينة أمس طعنا بيد أسد فلسطيني ، أن الدماء تسيل هناك في فلسطين من دماء المسلمين منذ أكثر من نصف قرن ، حتى اعتادتها أعيننا و لا نحرك ساكنا ، كفوا ألسنتكم عن الأسد إذا ارتضيتم حياة النعاج ! ليس من إرهاب ، إلا إرهاب أمة لا هم لها إلا الأكل و الشرب و النكاح ، أليس هذا إرهابا ؟ شخصيا يخيفني هذا المنظر جدا ، أن يكون إنسان كرمه الله ، يفضل حياة الأنعام ، على الحياة التي ارتضاها له .
طيب الله أوقاتكم
م.ي
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة