احلام مرئية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

احلام مرئية

  نشر في 10 أبريل 2019 .

تتواري باعينها عن نظرات الظباط التي تتابعها و قد زجت يداها في الكلابشات الحديدية..  التي قبضت علي كفيها باحكام..  نظرات الجميع شبه بسكاكين استلت اليها و هم جميعآ يطالبونها بالاعتراف بالحقيقة لعلهم يستطيعون مساعدتها... 

من نظرته الاولي بات واثقآ من ان تلك المرأة صاحبة الوجه الملائكي - ليانة - لم تقترف اثم الجريمة..  كان يميز ملامح المجرمين جيدآ بعقليته البوليسية الممتازة..  الا انه ترائي امامها و هو يثق ان هذه ليست ملامح اجرامية للبتة... !!!  

آوي الظابط - محمود - الي موقع الجريمة و هو يتفقده بحرص شديد بعدما امر رجاله بتغليف ادوات الجريمة  و تعقيمها و اخذ البصمات..  

كانت المرأة المسكينة - جمانة - مسجاة علي الارض جسدآ هامدآ بلا حراك و هي مستلة سكاكين الغدر و دمائها تنزف رحاها.. - جمانة - هي رفيقة العمر التي غدت بمثابة الاخت - لليانة - فما الذي يدفعها للتخلص منها بهذه الطريقة البشعة... !! 

تري - ليانة - نفسها و هي في مواجهة - جمانة - وجهآ لوجه.. كانت نظرات - جمانة - الغاضبة تجاه -ليانة - تكاد تقتلها.. غرست مخالبها الحديدية في جسدها حتي صرخت - ليانة- بقوة و جسدها يرتعش من الخوف... 

استيقظ السجان فجأة علي صوت - ليانة - التي كانت ترتجف بقوة و شعرها الاشقر ينعكس في كل جهة... 

ينظر اليها بغضب و قد ضاقت نفسه :

يبدوا ان تلك الليلة لن تمضي علي خير اخلدي للنوم و كفي هذيانآ... 

كان جسدها يرتجف و هي تشعر ان - جمانة - الغاضبة لن تدعها و شأنها..  يبدوا ان انتقام - جمانة - قادم لا محالة.. 

وددت لو تصرخ - لم اكن اقصد يا - جمانة - ارجوك سامحيني..  

في تلك اللحظة تسمع طرقات غاضبة علي الباب يتبعها ولوج الظابط - محمود - الذي كان في اشد لحظات الغضب..  يجرها من شعرها غاضبآ و قد اكتشف وجود بصماتها علي سكين الحادث..  حتي آلت وجها لوجه في مواجهة القتيلة - جمانة -..  وكانها لاحظت نظرات ساخرة مخيفة علي وجه جثمان - جمانة - التي استطاعت ان تئول بها للانتقام... 

تري الجثمان و هو يقترب منها و ابتسامة مخيفة منعقدة علي الوجه.. تهوي عليها بهذا السياط الحديدي علي لطمت وجنتيها دمآ.. كانت تستعطف - جمانة - ان تتوقف الا و كانها لا تسمعها ابدآ..  انهالت عليها بالسياط و هي تئول الفرار الا محالة..  

انعقدت صراخها الذي انتبه اليه الظابط - محمود - و هي ساكنة في موضعها تهذي بتصرفات غريبة..  يقترب منه السجان و هو يهمس الي اذنيه بشكه في سلامة قواها العقلية.. 

لم يجد حلا سوي عرضها علي طبيب امراض عصبية..  ينظر اليها بشفقة و يقتادها السجان حيث المصحة العقلية.. كانت تنظر حولها و هي تري ابتسامة - جمانة - الساخرة في وجوههم.. يبدوا ان انتقام - جمانة - مرآ حقآ من حيث لا تدري.. 

قادتها الممرضة - حسنة - الي غرفتها الصغيرة التي خلت من اي منافذ للهواء..  و كانها اقتيدت الي سجن صغير. تنظر للمرأة و هي تري شحوب وجهها المائل للصفار.. اذ تترائي اليها - جمانة - من اسفل  المرآة.. 

تصرخ با علي صوتها متي تفيق من هذا الكابوس.. و كأن - جمانة - قد ترائت اليها في مخيلتها.. 

تقترب منها - جمانة - بسخرية و هي تلمزها بالضحكات.. 

الم اقل لكي ساجعل الجميع ينعتونك بالجنون تمامآ.. 

- جمانة - انا من انقذتك لماذا تفعلين بي ذلك....

كنت انانية جدا و تبغين كل شئ لكي كرهتك لذلك و قد اخذتي عقابك.. 

لقد بات - هيثم - يكرهني بالفعل بعدما ظنني من قتلتك.لن يصدقني احد لو قلت انني رأيتكي تموتين قبل احداث الجريمة.. و لما قدمت اليكي لانقاذكي كان الوقت متاخرآ... 

انتي تستحقي ما آل اليكي - ليانة - انتي من زرعتي الفرقة بيننا و اردتي ان تسلبي مني حياتي الاسرية..لا تحسبيني غافله لماذا كنتي تقودين الي زوجي - هيثم - و طفلتي الوحيدة - لانا - التي صارت يتيمة من بعدي.. 

لم افعل انتي كنتي دائمآ مشغولة و انا اردت اعادتك اليهم... 

انا لست ساذجة حتي اغفل عن نظراتك - لهيثم -.. 

- جمانة - كفي عتابآ انا بريئة من اتهامتك... ارجوك ساعديني.. 

فقط لاجل الصداقة التي كانت بيننا ساساعدك.... 

يولج الطبيب - هادي - عليها مبتسمآ و قد آل اليه تقرير طبي... اعده مسبقا عن حالتها.. اكد فيه ان هده المرأة تغيب عن الوعي تمامآ في فترات مما يجعلها غير مسؤولية قانونا عن الجريمة!! 

زف اليها الخبر وودت ان تشكر - جمانة - علي مساعدتها فلم تجد بدٱ من مساعدتها في معرفة القاتل.. 

كأنها تراه امام اعينها و هو يمسك بوليصة التأمين علي زوجته لم تصدق المسكينة ذاك... ذهبت فورآ الي منزل - هيثم - و هي تقرعه بقوة... 

آل اليها - هيثم - و هو يترنح سكيرآ.. و هو يواري تلك المرأة التي كانت برفقته.. صدمت -ليانة - من المنظر  و لم تملك سوي انها هوت بكف عميق علي وجهه ارداه ارضآ... 

كان يتابعها بحركاته دون ان تدري حينما ولج الي - هيثم - غاضبآ وهو  يزج. به الي الكلابشات الحديدية.. 

كانت تراها امام عيناها في هذه المرة تبتسم لها ثم ضغطت علي كفيها برفق.. 

نظرت اليها - ليانة - و هي مبتسمة بهدوء.. 

ارقدي بسلام يا عزيزتي.... 








  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 10 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا