إن البشر الذين خلدهم التاريخ، لم يخلدهم إلا لامتلاكهم أحد صفتين من أهم صفات الإنسان المخلد في الأرض، وهما : صفاء القلب أو تعكره، فإذا كان القلب صافيا أعطى لكل امكانيات الإنسان زخما ودفعا إلى الأمام في اتجاه الخير، وكلما كان القلب عكرا أعطى لكل امكانيات الإنسان زخما ودفعا إلى الأمام في اتجاه الشر، وهكذا خلُد كثيرون من أبطال التاريخ، منهم من حاز من الألمعية ما جعله رمزا عالميا للخير تخطى تأثيره وطنه ليشمل أمما أحبته رغم أنها لم تعرفه، ومنهم من حاز من الظلامية ما جعله رمزا عالميا أيضا للشر تخطى تأثيره محليته ليشمل أُمما كرهته رغم أنها لم تعرفه.
والفرق بين الأبطال المحبوبين والمكروهين، أن المحبوبين فعلوا عقولهم في كيف يجب توجيه قلوبهم بالشكل الصحيح، والمكروهين عطلوا عقولهم عن معرفة كيفية توجيه قلوبهم الوجهة الصائبة، ولذلك قد قيل أن القلوب عمياء والعقول بصيرة، إننا لا نحتاج في هذه العصر المظلم من تاريخنا لرقة القلوب بقدر ما نحتاجه لفعالية العقول.
-
ayoub ait ali allaDiplôme de la licence d’études fondamentales en sciences des histoires et civilisation