معزوفة إلحاد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

معزوفة إلحاد

كنت أظنه سمفونية معقدة من العشق ولكنه في الحقيقة كان لا يشبه إلا معزوفة الالحاد لا يؤمن بوجود شيء،

  نشر في 15 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

احتجت إلى آلاف الشراين لتساعدني في تثبيت  قلبي لأني كنت أشبه بشيء مجهول الأثر، وذلك لأني ضفت إلى نفسي جرعات زائدة من الجنون، وكنت أتعثر برائحة الأمس باستمرار.

تباعدت الأزمنة من أمام عيني دون أن أشعر لأن عقلي الباطن كان معقد لدرجة أن الكلمات خانتني في وصفه، فقد وصفته بأمور لا تمد له بصلة، أو ربما كانت تمد ولكن استطاع أن يخفيها جيداً، كنت أظنه سمفونية معقدة من العشق ولكنه في الحقيقة كان لا يشبه إلا معزوفة الإلحاد لا يؤمن بوجود شيء، كما كنت أظنه يحمل مشاعر لا يقوى على حملها وفي الحقيقة أنها مشاعر لا فائدة منها، وقد وصفته ذات مرة بالسديم ظننت به غموض كالضباب ولكن لم يكن كذلك بل كانت عينتاي مصابة بالغباش الذي يسبق العمى.

هو من الفئة التي لا تعرف للحب طريق، كما أنه لا تليق به القوة لتسريب أي عاطفة مبهمة، وبالرغم من ذلك عاندتني المواقف معه عناداً يسبب الشعور بالغثيان،  لهذا لم استطع أن أصيغ جملة مفيده معه.

ربما توهمت حين ظننت أني أشتق قوتي من لمساته ولكن في الحقيقة كنت أرمي نفسي إلى نيران الجفاف، لهذا سحب قلبي إلى مكان مظلم. كما أني لم أنجو من أنانيته ربما لاني لم اتخلص من أشلائه في ذاكرتي بعد، وقد تأخرت في ذلك لأن  المشاعر نحوه تشبه المخدرات كلاهما يؤديان الى الموت البطيء.

حين جازاني بالعمى  أدخل السم في جميع مسامات جسدي، وكل ذنبي كان المبالغة في تحليل لغة الجسد، كما أنني لم أرى الحنان الذي تسرب منه بدقة متناهية. 

هو لم يفهم تركيبة عقل الأنثى لذا  كان جمود فكره يؤدي به إلى الكذب، لأن شخص مثله مبدع بالعناد، لن يستطع أن يشبه نفسه، وذلك ستتسع دائرة الفراغ بداخلة لتخوض بشكل أوسع بالذات،،،، ربما كنت الوحيدة التي وجدته في دائرة  هذا الضياع ولكن لا يليق به  الاهتمام، فلا يليق به إلا أن  يبقى تائه في هذا الضياع.

لا يمكن لأحد إحتواء مشاعره السلبية  الذي قام  بتجميعها من فتات العمر لديه، ربما لأنه انتمى إلى فئة لا تعترف بالحب.

ربما كل ذلك كان تخمين بسيط، أو ربما فقدت سذاجتي لبعض الوقت،  أو كلامي متشتت كالعادة،  ولكن الشيء الأكيد التي كنت واثقة به أن شرارة البداية كانت صادقة، بالرغم من تقلب القرارات.


  • 8

   نشر في 15 يناير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

رائعة وأكثر من رائعة
1
مقال جميل ...لكن تبقى الكلمات فعلا مهما نسجنا من كلمات لا تستطيع شرح خواطرنا وما في بالنا و قراراتنا ..لأنو في بعض الاحيان تغلب العاطفة على كل كلام قلناه و تبقى العاطفة تسيرنا بنكهة العقل ....مقال جميل اخت سهام
2
سهام السايح
شكرا من قلبي ، سعدت بكلماتك
خواطر صادقة ومرتبة نسجت في قالب مبدع.. تحياتي
2
سهام السايح
شكرا لك من اعماقي
MERYEM ABANAY منذ 5 سنة
مبدعة...أسلوبك ناضج ورائع....راقت لي كلماتك....لقد لامستني في الصميم
2
سهام السايح
كم أنا سعيدة بكلماتك شكراا لك عزيزتي
>>>> منذ 5 سنة
أجمل ما في خاطرتك و عنوانها الغموض الذي يتيح لنا إسقاط الفكرة كما شئنا على واقع عشناه أو كنا شاهدين عليه من قريب أو بعيد و البحث عن العلاقة الدفينة بين كلمات العنوان و كلمات الخاطرة... دمت متألقة.
2
سهام السايح
سعدت بتعليقك جميلتي ادامك الله
رولا العمر منذ 5 سنة
بصراحة، نظرة الرجل للحب حسية أكثر ولا تخلو في البداية من بعض صور الأنانية التي تبدأ بالزوال تدريجياً في مرحلة الإرتباط والزواج وتزول بالكامل عند اختبار مشاعر الأبوة للمرة الأولى.
وهي تختلف عن نظرة المرأة التي تبحث دائماً عن الإحتواء والتفهم وهي منذ البداية تسعى إلى بناء علاقة تكاملية وذلك لأن الأنثى متصالحة مع عاطفتها أكثر .
مقال جميل عزيزتي سهام، وعميق بفكرته وعنوانه ومحتواه.
1
سهام السايح
شكرا جزيرا جميلتي رولا للأسف المرأة متفوقة دائما بعاطفتها على الرجل
Salsabil Djaou منذ 5 سنة
جميلة جدا سهام، العنوانان مميزان يشدان الانتباه و يلخصان الخاطرة ،دام قلمك الجميل.
2
سهام السايح
شكرا لك من كل قلبي
لا يمكن للحب ان يكون إلحاد او لا شيء ، ولكن جميل ما كتبت عن عشقك وزهده هو بالحب ، هكذا نحن البشر أحيانا نعشق اشخاص ونضيع في حبهم ولكن قلوبهم في مكان اخر ، رغم شعور قلوبهم بمحبتنا لهم ولكنهم لا يقدمون أي تنازل ولو بابتسامة او كلمة تصدر من القلب ولكننا لا نقدر إلا ان نحبهم .
1
سهام السايح
انا اقصد بالإلحاد هنا هو عدم الإيمان بصدق العواطف ؛؛ كما ان المقال ليس عني بشكل خاص كتبته كخاطرة خيالية وشكرا لك لمرورك الذي يسعدني دوما

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا