هناك مثل يقول : " إنّ من يكذب مرّة يكذب ألف مرّة وهكذا دواليك ". إذن فالمسألة تسرى مسرى الدمّ في الجسد. بدون كذب لايمكن للمرء أن يتفوّق ولو بصفة وقتيّة. فالمناورة تعتمد على التوقيت والحركة. أمّا التوقيت فهو عنصر ثانوي للغاية وبالنسبة للحركة فهي العامل الحاسم في لعبة السياسة. إنّ ملوك الصين القدماء لم يكونوا حكماء بقدر ما كان عليه مستشاروهم وحكمائهم الروحيين ليمنعوا توغل الأمم المختلفة عليهم سواء من الشرق أو الغرب بكل ما تحمله الإتجاهات من حيثيات جغرافيّة. لكن تطوّر الأجيال وفقه الزمان حيث ممكن من فهم الإنسان لمن يجاروه ولمن يبعده بفعل التجارة والحرب ذاتها كشيء تقليدي يندفع اليه الإنسان كل ما ترتفع لديه غريزة البقاء !. إنّ السياسي لا يسير في نفس طريق التاجر والشاعر لسبب بسيط وهو أنه يبيع الكلام الكثير مقابل مال وفير ومجد منتظر رفيع. لا يجتمع حب المال وحب الوطن، هذا ما نتج عن تجارب من سبقنا. لأن المال يولّد الثورة والنقمة في النفوس، فالبشر بطبيعته لا يرضى النعمة لغيره وأكثر شيء يمقته في الآخر هو الشيء الذي يفتقده !. أما الوطن فهو جميل وجماله يكمن في عفوية النفوس التي تحبه وليس المظهر المصطنع الذي يعبّر عن تقهقر في الداخل. الاحساس بالوطن شعور يزيد وينقص بفعل الصراع الموجود بين الفرد ونفسه، الفرد والآخر الشبيه أو المختلف عنه، وبين الفرد والمثل العليا التي يسمو إلى تحقيقها !. إنّ الإنسان أنانيّ بطبعه وقد كرست أنانيته أكثر فأكثر بسبب تغير أنماط الحياة الإجتماعية من زمن إلى زمن اخر ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى تمتاز بالمنافسة الشديدة ما جعل فكرة البقاء فكرة مقدسة لا تنفصل عن فكرة إيجاد مبررات للقضاء على الآخر أو جعله فأر تجارب مثلما يحصل في مختبرات الحرب. هذه ومضة قصيرة لمواطن في لحظة شعوره القوي بوطن يحوم حوله كثير من الناس المشتبهون والذين يريدون نهشه كما تنهش الكلاب فريستها. والسلام على غد أجمل وإنسان أرقى قيمة !.