الانتظار ..
أصعب مما تتوقع بكثير، برأي الموت أحيانا أفضل بكثير من انتظاره، ثم ماذا عن أن الرصاصة التي ستقتلك لن تسمع صوتها .. لكن المشنقة لا صوت لها، حبلها يصفر نغما مع أنين الضحية لكن يسمع صوتها وهي تصيح غيظا ..
أم السيف؟!
يتجوه الضابط هذه المرة نحو حارس المقبرة وقد ثبت عينه عليه ..
ماذا تريد أن تقول .. سيدي- يسأل حارس المقبرة الضابط الذي توهج الشرور في عينيه تحت الضوء الخافت المعلق في السقف ..
أنا هنا فقط من يطرح الأسئلة أيها الوغد المجرم الحقير .. -يصيح الضابط في وجه حارس المقبرة-
طاخ تقع القبضة القوية على وجه الرجل فيتهاوى مع كرسيه أرضا ..
سأكرر السؤال بصيغة أخرى - يقول الضابط وقد وضع حذائه الكبير على وجه الرجل المرمي أرضا..
متى انتسبت إليهم، ولماذا .. أريد أن اسمع منك كل شيء، أسماء أعداد أماكن.. تواريخ .. كل شيء هل تفهم أيها الوضيع؟
يسود الصمت المكان .. ينطق وأخيرا الرجل وقد سال من فمه لعاب ممزوج بالدماء ..
لا أعرف عن ماذا تتحدث، وأنا لا أنتمي إلى أي جهة، أنا حارس مقبرة .. حارس مسن شب وشاب بين القبور، علك اجتبهت بيني وبين الشاب الذي دخل المقبرة .. -يقول وهو يرتجف ذعرا وخوفا -
يرفع الضابط حذاءه عن وجه الرجل ثم يقوم بتحريك الكرسي حتى يعود إلى وضعه المستقيم ..
الشاب .. حسنا لقد فتشنا المقبرة شبرا شبرا ولم نرى أثرا له، لقد كنا نحاوط المقبرة منذ زمن بعيد ونراقب تحركاتك لذلك اخرج من هذه الحجة الواهية وتكلم ..-يقول الضابط وهو يعبث بيده بذقنه -
إذا كنتم تراقبون تحركاتي فأنتم على علم بأنني لم أخرج البتة من المقبرة، وأنه لم يزرني أو يتحدث معي أحد منذ شهور بعيدة، لم يعد أحد يجرأ على القدوم عليها خشية أن تناله رصاصة طائشة أو يسقط على رأسه ..- يقول صاحب المقبرة قبل أن تخرسه صفعة جديدة من الضابط الذي صرخ بصوت أجش -
كاذب .. ستتحدث غصبا عن الذي خلفك وسترى أيها الوغد ..
-يتبع-