إستقبلت مكالمة لتهنئتي بمقدم الشهر الفضيل رمضان 1438، فإذا بي أسمع الإسطوانة المعهودة "ماذا حضرت كأطباق أكل لهذا الشهر ؟"
"لا شيء."
أدخل مجموعة علي الواتساب لأهنأ برمضان، فإذا بي أقع علي كيفية تحضير مأكولات، فغادرت بدون رجعة.
عندما أخرج لقضاء بعض الأغراض، علي طول الطريق يجري الحديث حول غلاء الأسعار و كيف أن هذا العام سيحرمون من الأكلة ...و هؤلاء يحذرون من تناول المشروبات الغازية عند الإفطار مباشرة...
صدقا، هل يعقل أن نختصر شهر البركات و الرحمة و التكافل و التقوي في شهوة الأكل ؟ هل يعقل أن نعلق أيام و ليالي و ساعات و دقائق شهر الصيام علي ماذا سنفطر و كيف نطبخ هذا الطبق أو ذاك ؟
نحن في شهر عظيم، يذكرنا بجوع الفقراء و حرمان المحتاجين و غربة اللاجئين و لوعة المنفيين، في شهر نحتفل فيه بنزول القرآن الكريم علي سيد الأنام رسول الحق عليه أفضل الصلاة و السلام.
شهر مبارك نتعلم فيه الصبر و إتقان العمل و الإنضباط، و مشاركة الآخر الجهد و العمل و فرحة الصيام و نتعاون فيه علي البر و التقوي كما في سائر أشهر السنة.
شهر كريم نكثر فيه الدعاء و نجتهد في إخلاص النية و العبادة و نتقرب فيه من الرحمن الرحيم، شهر نريده شهر التقوي و الطاعة و الزهد و التبتل لله و ليس شهر الملذات و العبث و اللهو و...
لهذا أصر علي تذكير اخواتي الكريمات، إستغلوا خير إستغلال هذا الشهر الفضيل، قللوا من الكلام و اكثروا من الصلاة و العبادة و أريحوا أزواجكم من المصاريف و أعتنوا بأطفالكم و أحرصوا علي مقاسمتهم عبادة الصيام و أجره و رمضان مبارك للجميع صوم مقبول و ذنب مغفور إن شاء الله...
1 رمضان 1438
27/05/2017
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة