كان خالذ يتقدم نحوي بنفس النظرات التي إعتدته بها ...بنفس الخطوات لكنه لم يكن بمفرده ...كان مع زوجته الفرنسية الأرستقراطية....سيدة جميلة في العشرنيات من عمرها...ذات شعر أحمر قصير وبشرة بيضاء ...وقوام مثير ...كانت إمرأة جميلة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى...حتى أنها كانت أجمل مني وأصغر مني....كانت تنظر إلي بين الفينة والأخرى ...وأنا كنت أحترق بداخلي ....كانت الغيرة تتأكلني وكأن غضبي من خيانته تلاشى وصارت لدي رغبة جامحة في أن أكون تلك المرأة التي تمسك بذراعك ياخالذ..لاأدري كيف تماسكت ولم أتقدم خطوة واحدة أمامك ...أتذكر جيدا حين كنا ندرس في الإبتدائية كيف قصصت فستان الفتاة التي إختارها الأستاذ كي تكون بطلة مسرحية كنت بطلها ...أنا التي لم تكن تسمح لظل فتاة غيري أن يمر من أمامك ....عاجزة اليوم أمام هذه المرأة الجبل التي أمامي ....ليس لأنها أحسن مني...وليس لأنها أغنى مني أو الأجمل....بل لأنك من إخترت أن تكون معها...وهذه الفكرة الممية دائما ماتسقطني أمامها مهزومة....لاأدري عدد المرات التي إستسلمت فيها لهذا الشعور لكني أتذكر أنه بدأ منذ مجيئي إلى ليون بحثا عنك .....وكم كنت حمقاء؟ إني أكبر مثال على الغباء والسذاجة....حافظت على قلبي لمدة أربعة عشر سنة ....حصنته جيدا ....وكالبلهاء كنت أردد في داخلي ....خالذ سيشتاق إلي ....خالذ لن يعتاد على بلاد الغربة....خالذ ...ثم خالذ ....كنت مثل الشاحن الذي يشحنني كي أتقدم نحو الأمام ....أعترف أنه لولا حبك لما وصلت لما أنا عليه اليوم ....حبك كان يدفعني كي أكون الأفضل بين زملائي.....لم أكن مثل الأخرين....كنت اليتيمة التي لازال والديها على قيد الحياة...تخلى والدي عن دعمي ماليا بعد نجاحي في الباكالوريا على عكس رفاقي فمنهم من أتم دراسته خارج البلاد ومنهم من أتم دراسته في الكليات بدعم من عائلاتهم ورغم أني كنت الأذكى بين رفاقي فوالدي رفض إتمامى للدراسة وأمي كذالك....كانت تلك أول مرة يتفقان فيها على شيء ما ....لكني لم أسمح لهما بتحديدي مصيري من هما حتي يحددا مصيري...لم يفكرا بي يوما فكيف كنت سأسمح لهما ليمليا علي مايجب ....تمردت عليهما ....فلم تكن لأي واحد منهما السلطة علي بحكم أنهما إنفصا منذ أن كنت في الثالتة من عمري....كنت وحيدة....ضائعة...كان خالذ يمسك بيدي كلما سقطت .....ااااه كم أشتاق إلى تلك اللمسة التي كانت تنسيني وجع الدنيا ومافيها....وإلى تلك الإبتسامة التي تدخل الهدوء إلى قلبي....لم تكن ياخالذ مجرد رجل عرفته وأحببته ....بل كنت عالمي الجميل الذي كنت أهرب إليه من التعاسة التي أحياها...عارضت الجميع وإلتحقت بكلية الطب التي فتحت لي أبوابها بسبب تفوقي ....في حين سافرت ياخالذ وإبتعدت عني لتكمل دراستك خارج البلاد...لازلت أتذكر فراقنا كم كان حافلا بالدموع ....لاأتذكر عدد المرات التي إحتضنتك فيها وكأني كنت أدخر أحضانك للأيام القادمة...
التعليقات
دام المداد