طلبت موعدا معها وانا الذي لم اقدم على هكذا امر منذ مدة طويلة...كان ردها على الهاتف مفعما بالسعادة حتى كدت أن أصاب انا نفسي بالعدوى واتحمس عبثا...
وانا في طريقي الى لقائها كنت اجر جسمي المثقل جرا...حتى كاد الهواء ينفذ مني واخِرُ ميتاً...مرارا وتكرارا اردت ان اعود ادراجي وان افند كل ماحدث ويحدث...ولكن الحقيقة ابت إلا أن تفرض مجرياتها بصفعة علامات وخز الإبر على معصمي...
اتممت سيري واذا بي يفصلني عنها مبنيان لطالما اطالت النظر إلى الشقة العاشرة في احدهما وقالت بنبرة يملؤها الشغف لتكوين عائلة معي بأنها ستكون الملجأ الذي سيأوينا وسيشهد ولادة فلذات اكبادنا... متجر ازهارنا المعتاد وازهار الأستر المفضلة لديها...الحديقة العامة والارجوحة...ومركز معالجة السرطان اين التقينا اول مرة ولفتتني ببرائتها التي طغت على المكان وحولت رائحته الى رائحة باقة ورود عملاقة لن تبخل على احد بعبقها الذي لن ينضب...
كنا كلينا ننشط في نفس الجمعية التي تعنى بزيارة الابطال المصابين قسرا لااختيارا بمايسمى وجعا #السرطان...هنالك وبين الآلاف ممن يعانون يوميا في كل ثانية من طاغوت جبار يؤتي على الاخضر فيهم ليتركه يابسا...وفي معركة غير متكافئة شددت الهمة واعلنت عليها حبي ونيتي في ان نصبح زوجا وزوجة...وها انا اليوم اهزم وارفع راية استسلامي واتخلى عنها...
وصلت الوجهة المنشودة كعادتها استقبلتني بابتسامة ضمدت جراحي الملتهبة وهدأت من تشتتي...لم اقوى على النظر في عينها نزعت خاتم الخطوبة وضعته في يدها وجاهدت لكي اخرج جملتي التي اعلم انها ساهمت في انهيار مابنيناه باحلام من امل مدعوم بالكثير من الدعاء...فجأة أصبت بحريق كان اقوى بأضعاف من سابقه الذي اعتراني ولازمني اليوم وانا ااخذ جرعة الكيمياوي...ستبكين اليوم وغدا وستعتادين غيابي...ولن اسمح باي طريقه بان اتسبب لك بوجعين...وجع مرضي وفاجعة ترملك وانتِ في ريعان العطاء...
كتب لي أن انتهي وحيدا حيث ركزت جل قوتي وماادخرت نفسا في سبيل خدمة من كنت ارمقهم بعاطفة التحسر والرغبة في المساهمة ولو بالقليل في فرصة نجاة...ان اتلاشى ليس خوفا وانما عجزا عن مجابهة هكذا ظالم #مرض_السرطان ....
-
سارةقلب مشع روح شفافة