ان الناظر للساحة المغربية اليوم ليلحظ السباق المحموم في ظل الحملة الانتخابية، برامج انتخابية واعدة كما هو معهود ،مهرجانات خطابية يتغنى فيها البعض بما انجز حينا و إخفاق الآخرين في إنجاز ما وعدو به ،حتى إن الامر من منظور خارجي يثير الضحك كأنها لعبة او بالاحرى عادة من ايام الطفولة ان الطفل الذي يتقاسم سندويتشه مع الآخرين له اصدقاء كثر وفي كل مرة يردد هذا الاخير جوده وشح غريم إن وجد ،هكذا هي الحملة الانتخابية في المغرب و الارضية الخصبة لهذا النوع من التمثلات يكمن في الاحياء الشعبية حيث يتسابق منسقوا الحملات الدعائية إلى إستقطاب الشخصيات الوازنة في الحي ،اجل في هذه الايام كل من يكفل لك بضع اصوات يكون وازنا بالخصوص اصحاب الدكاكين و سماسرة العقار بالنظر إلى مايمكن ان يصوره المرء بالقاعدة الجماهرية لهؤلاء .رغم ان الامر يثير السخرية حيث من الواضح ان المرشحين يعرفون تماما ان الناس البسطاء يثقون بالبقال اكثر من ثقتهم بهم.و عامل الاستقطاب هذا مرتبط بنهج الحصول على التأييد العائلي للمرشح المنشود فلا تجد في البيت الوحيد تعددا في الرؤية السياسية بل ولاءً تاما لرمز معين عفوا لحزب معين ،خاصة حينما نعلم ان اسلوب الاقناع بالبرنامج السياسي في بعض الاحيان يكتفي بصوِّت لرمز كذا فهو جيد ،انها ياسادة العبقرية المغربية التي تختزل البرنامح الانتخابي و ايديولوجيا الحزب في رمز وجملة بسيطة،بدعم من الشخصيات الوازنة في الاحياء و التي قد تجدها في نفس اليوم قد بجلت اكثر من رمز كل حسب نصيبه من السندويش المذكور اعلاه و في الغالب هذه الايام الكل يملك سندويش!ان واقع ما نراه يدفعنا فعلا للتساؤل من جدوى هذه الحملات الانتخابية اللهم ان كان المستفيد بعض الاطفال و النساء من الفئات المعوزة مما تجود به المشاركة في دعم حزب ما من اجر و لباس!! كفاكم تلاعبا بالبسطاء و كفاكم لاستغلال همهم الوحيد لضمان قوت يومي في تسخيرهم لمآرب دعائية صرفة.
كفاكم من إلتقاط الصور بجانب البسطاء.كفاكم من سياسة النباح و الاتهام و امنحوا الوقت لانفسكم و تعلموا قواعد المنافسة الديمقراطية تلك الكلمة التي تعنونون بها ديباجات خطاباتكم التي لها صورة واحدة حتى أنه لوهلة قد يبدو أن الكل يتقاسم نفس البرنامج.فلماذا ينتقد كل منهم الآخر؟؟ مما لاشك فيه ان المسار السياسي المغربي في عمقه يحمل بعد المسرحية،لكن لوهلة لا يجب ان يكون التغيير منتظرا مما ستفرزه صناديق عقيمة لانها لا تلد وعيا و لا فكرا ؛لكن يجب نشر الوعي فعلا ان التغيير ذاتي اولا و ليس بيد حزب او مرشح معين .عندها فقط يمكن للمواطن البسيط ان ينظر في عمق البرنامج السياسي ،عندها فقط يمكنه ان يتخد قرارا إراديا يكفل له الانتماء الحقيقي للوطن عندما يكون قرار تصويته نابعا من عقله و ليس نابعا من توصية البقال او القريب او التقليد العائلي .لأن الامر اشبه بجعل الديمقراطية على نسق الوجبة السريعة هدفها المواطن العادي و الاذكى من يتقن فن البيع .إن الاصلاح و الصلاح عزيزي المترشح لا يحتاج إلى من يدل عليه بالصور و الاقوال لكن مادام هنالك عقل و منطق فلا بد ان يكون الاختيار كذلك ,والاصلاح الذي ارجوه كغيري ليس في إصلاح الطرقات لانكم بذلك تجعلوننا مهزلة اننا منذ الاستقلال و نحن في بحث عن البنية التحتية،رغم ان بلدانا عديدة تعاني من ويلات زلازل اتت على بناها التحتية مرات عدة منذ استقلالنا لا يطرح لديها سؤال البنى التحتية،فلم نحن؟ ان الاصلاح ليس في اعادة عنونة المشاكل التي يعاني منها المجتمع ووضعها في البرامج الانتخابية.إن الاصلاح المنشود لابد ان يكون اولا أخلاقيا و فكريا يكون عنوانه الابرز المرشح الكفؤ وفق منظور المؤهل العلمي و الفكري .