"يا بنات رئيس تونس هرب.. يا بنات بن علي سقط" خرجت من الحمام مسرعة لكي أفهم ما يدور حولي, حيث كنت متواجدة في المدينة الجامعية بمدينة القاهرة, أثناء فترة دراستي بكلية الإعلام, وكنت أنا وزميلاتي مشغولات بأداء امتحانات نصف العام, لم أكن أعلم كثيرا عما يدور في تونس الجميلة الخضراء إبان ثورتها العظيمة, نظرا لخلو المدينة الجامعية من أي وسائل إطلاع.
كنت في الصف الثاني في أعوامي الجامعية, أي في عامي التاسع عشر, لم أكن حقا مدركة ماذا تعني ثورة, وماذا تعني احتجاجات شعبية تطيح بنظام فاسد استمر 23 عاما من الفساد والقمع.
اتجهت إلى هاتفي الشخصي لكي استعلم من أمي ما حدث في تونس, تلقيت صوتها وهى سعيدة وتخبرني أن احتجاجات الشعب التونسي الحر كللت بالنجاح, بعد هروب بن علي, وأن محاولاته لفشل تلك الثورة الشعبية بآت بالفشل ولله الحمد.
ولكن ما وجه الأهتمام بالثورة التونسية بهذا الحد, هل يعقل أن تكون الثورة مرض معدي سيصل إلى جيرانها؟ ولكن حتى نحن في مصر لم نكن جيرانها, فتونس تبعد عنا آلاف الكيلومترات, التي تحيل دون نقل أي عدوى.
مرت الامتحانات بسلام, وعدت إلى منزلي وقناة الجزيرة أصبحت فرد من أفراد أسرتنا, وصورة الراجل التونسي العظيم وهو يتحدث عن ثورتهم: "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية", حقا هرمنا وهرمت كل شعوبنا العربية.
مرت الأيام سريعا و"الفيسبوك" لا يتحدث سوى عن تونس وثورتها, وإمكانية إعادة المشهد بنكهة مصرية, وحدث ما حدث ووقعت الثورة المصرية, وسقط نظام مبارك, صراحة وإن آلت الأمور إلى أحداث لم تكن في الحسبان, وتم تحويل مسار الثورة في مصر إلى اتجاه آخر مخالف, سواء أردنا ذلك أم كان بغير مقصد منا, ستبقي تونس هى ملهمة ثورات الربيع العربي.
ستبقى أرادة الشعب هو البوصلة التي يجب أن تكون في حسبان جميع الحكام, سيظل نسيم الثورة هو أفضل ما حياه جيلي, فالثورة أبدا لن تموت, وستنظل كل عام نحيي تونس بما أقدمته لنا, وأعطنا ثقتنا في أنفسنا في إمكانية التغيير والوقوف أمام حاكم جائر نقول له بأعلى صوت "ارحل".
"إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر".. صباح الخير على عيونك يا تونس.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم