لم يتوقف العقل البشري يوما عن إبهار العقول، يدخل في لحظة أو لحظات تأمل فيصبح صاحب ذلك العقل هو كاتب السيناريو (أمجد) و يصبح (بلالا) الصغير و والدته.
ليت كل العظماء كانوا كتَّابا؛ لتعرفنا عليهم من كلماتهم، من وقفاتهم، من مشاعرهم، و من مقولاتهم التي خطوها بأيديهم و لا تزال ترن في آذاننا. لكن لحسن حظنا أن كاتبا آخر استطاع بقلمه أن يستعير الريشة و المحبرة من بلال الحبشي فيجعله معنا في صراعاتنا، و يجعلنا معه نشعر بثقل الصخرة و برهبة الوقوف على ظهرالكعبة.
أما عن (بلال) الصغير، فلا ريب أنه نقش آثاره في داخلي، فقد شجعني لأشارك كتاباتي حين سأل (أمجد):" هل ستترك شيئا؟ أم أن مرضى السرطان وحدهم عليهم أن يفكروا بهذا؟ ". بل سأترك فإن العاقبة واحدة.
علمني (بلال) الصغير أن مهمة الصديق الأفضل أن يغير حياة صديقه إلى الأفضل، و علمني أيضا أن المكان الموحش هو مكان بلا أمي، و أن سيكفيني من الجنة أن فيها خلود أمي.
ببساطة كنت معهم، كدت أصرخ فرحا عندما سمعت (ماغي) تقول:" بلال في الأخبار"، اصطفت دموعي في مقلتيَّ و أنا أسمع (بلالا) يواسي أمه، لتنزلق على وجنتيَّ تباعا حين بدا ذلك الأحد المشمس.
و ببساطة أكثر حدث معي ما حدث معهم.