كانَ علَى وشكِ أن يَلفِظَ آخرِ أنفاسِه .. فبطَاريته قد أُصيبت بالتلفِ, ولم تَعُد صالحةً لمزيدٍ منَ الشَحن ..
اِستولى الشُحُوبُ على شاشته, التي توسطتها صُورةُ طِفلٍ صغيرٍ ..
حاولَ أن يُدَلِك أزرارَهُ وأرقامَهُ بإصبعه ولكِن دُونَ جَدوى ..
أخَذَهُ فَوقَ راحَةِ يَدِه .. تأمَلَهُ في حَنَانٍ ..
دَمَعَت عَينَاهُ وهُوَ يَتذكرَ يومَ أشتراهُ مُنذُ زمنٍ بعيدٍ ..
كانَ في رَيعانِ الشبابِ آنَذَاك.. ذاكرتُهُ كانتِ الأقوى بينَ أقرانِهِ في المحل ..
راحَ يُتَمتمُ ودَمعَةٌ ساخِنةٌ تنزلقُ مِن خَلفِ نَظَارته ..
لطَالما أيقظني منبهُكَ لصلاةِ الفَجرِ ..
كَم مِن مَرةٍ أدخلتَ السعادةَ والسُرورَ إلى قَلبي بخبرٍ باسمٍ يأتيني مِن جَوفِك الصغير ..
تقاسمتَ مَعِي لحظاتي بحلوِهَا ومُرِها .. خَزَنتها صُوراً داخِل قلبِك ..
أضأتَ ليَ الطريقَ إذا ما سَادَ الظلامُ مِن حَولي ..
اِنتَفَضَ عِدةَ مراتٍ فوقَ كفِه ..
اِنطفأتِ الشاشَةُ الصغيرةَ .. وتوقَفَ النبضُ بداخِلَه ..
لَقد فَارَقَ الحياة !!